اسلك في هذا الكتاب سبيل الدراسة التحليلية. . . ولكن "المكتبة
العربية " تريد تاريخأ صحيح السند، مضبوط الرواية، وان اجمع في كتاب
واحد ما تفرق من سيرة الصدّيق الأعظم في عشرات الكتب التي لا يعرفها
ولا يصل إليها إلا رجل له بصر بالتاريخ، وصبر على البحث، وباع في
الأدب، ومشاركة في العلوم الإسلامية كلها. . . ئم لا يحصل منها في يده
إلا روايات مفطّعة مكزرة لا تخلو - احيانأ- من التضارب. وقد كرهت
- بادي الراي - هذا الأسلوب، وكنت امرأ لا صبر له على المراجعات
الكئيرة، ولم يألف من الكتابة إلا الكتابة الأدبية الوصفية ولم يمبِل على
غيرها من سنين طويلة (1). . . وقلت: كيف احبس نفسي على كتاب
واحد واحمل هفَه ايامأ طويلة، وانا لا احمل هئم ما كتب ولا افكر فيه
إلا حين كتب، ولا اطيق ان اعود إليه بتصحيح او تنقيح؟ ".
ولكنه فعل، وقد ذهب فنقب في مئات المجلدات حتى جمع لنا
أخبار الصديق في هذا الكتاب، ثم رتبها وبؤَبها، وعارض بعضها ببعض
(كما قال في المقدمة) وتحرى الصحيح منها؟ وعفق عليها بمئات الحواشي
والتعليقات، وصنع للكتاب مقدمة وخاتمة. واحسب انه - لو اطلق الناشر
يده في الكتاب - لكان اتى باعمق واعظم مؤ ثف عن الصد يق ألفَ قط!.
لقد قال عن ابي بكر رضي الله عنه في مقدمة الكتاب: "إن ابا بكر
هو اعظم العظماء بعد الأنبياء". ئم قال في اَخره: "من ذا الذي يستوفي في
كتاب واحد سيرة ابي بكر كلها، وهي افضل سيرة في الإسلام بعد سيرة
سيد العالمين وخاتم النبيين، واكملها واحفلها بكل جميل وجليل؟ ومَن
ذا يستوفي في كتاب واحد سيرةً يقرؤها الناقد البصير فلا يدري انَفسأ
بشرية يرى ام نفس ملَك من الملائكة اودعها الله جسم إنسان من الناس؟.
اما الكتاب نفسه فقد رُئب في اثني عشر بابأ؟ وهي: اسم ابي بكر
(1) مرة آخرى: كان - يومها - في السابعة وال!! شرين من عمره!.
86