الصديق ولقبه وكنيته، ونسبه وصفته، وخبره قبل الإسلام، د! اسلامه
ل! اسلام ناس على يديه، وهجرته إلى المدينة في صحبة النبي ع! ي!، وأخباره
ومشاهده بعد الهجرة، وخلافته، ومناقبه، وأخبار متفرقة عنه، ومرضه
واستخلافه ووفا ته، وأسرته، وأخيراً: المائور من كلا مه. وقد تفاوتت هذه
الأبواب طولاً وقِصَراً؟ فبعضها موجز قصير (مثل الحديث عن اسمه ولقبه
وكنيته والحديث عن شانه قبل الإسلام)، وبعضها طويل يجاوز أربعين
صفحة من الكتاب أو قريباً من ذلك (كالحديث عن اخباره ومشاهده بعد
الهجرة والحديث عن خلافته).
وأخيراً، ساشير إلى أمر مهم؟ وهو أن هذا الكتاب هو أول كتاب
لالف في سيرة الصذيق رضي الله عنه في عصرنا الحاضر فيما أعلم. وقد
رأيت الإشارة إلا هذا الأمر - أولاً - في خاتمة الكتاب، وفيها: "هذا
ما يمتر اله وانتهى إليه الجهد، نقدمه وفي النفس شعور بالنقص، وعلى
اللسان اعتراف بالتقصير، ولكنه أول كتاب في سيرة أبي بكر رضي الله
عنه، ولا بد فيه من عجز البداية عن بلوغ النهاية مع بعد الغاية ". وأعترف
أن هذه الإشارة قد أثارت عجبي، فما علمت أن أحداً لم يؤلف في سيرة
الصذيق قبل جدي كتابأ كاملاً حتى قرأتها هنا، فلما قرأتها ذهبت أبحث
فوجدت الأمر - على قدر ما وسعني البحث - كذلك، ولم أجد كتابأ
سبقه، ورأيت في اَخر ترجمة الصديق في "ا لأعلام " للزركلي: ة ومما كُتب
في سيرته ة الصديق أبو بكر" لمحمد حسين هيكل، و"أبو بكر الصديق"
للشيخ علي الطنطاوي " (وقد كان من منهج الزركلي - في كتابه العظيم -أن
يستق! صي ما لالف عن صاحب الترجمة فيذكره في اَخرها). وقد وجدت فيما
كتبه جدي في الذكريات تصريحأبأن محمد حسين هيكل قد أصدر كتابه بعد
كتاب جدي ونقل عنه. قال (1): "وضعت في كتابي "أبو بكر الصديق"
(1) في الجزء الأول من الذكريات، ص 76.
87