كتاب علي الطنطاوي أديب الفقهاء وفقيه الأدباء

1 - أصله واسرته
حيث أن لقب جدي هو "الطنطاوي "، ف! ن الذي يتبادر إلى الذهن
أن أصله من طنطا في مصر، والأمر - بالفعل -كذلك. فقد نزح جده منها
إلى دمشق سنة 5 5 2 1 هـ، أي منذ قرن وئلا ثة أرباع ا لقرن، برفقة عمه. وكان
عمه هذا عالمأ أزهريأ حمل علمه معه إلى ديار الشام حيث جدد فيها
العناية بالعلوم العقلية ولا سيما الفلك والرياضيات. تحدث عنه جدي في
ذكرياته فقال: "هذا الشاب الذي وصل دمشق سنة 1255 ولد في طنطا
(التي كان اسمها طندتا) وأنا لم أدركه. وكيف؟ وقد مات سنة 6 0 3 1، ا ي
قبل أن أولد ب! حدى وعشرين سنة؟! ما أدركته ولكن سمعت خبره من
شيوخ أسرتي، وممن أدركت من تلاميذه، ومن ترجمته في الكتاب القيّم
"روض البشر" للشيخ عبد الرزاق البيطار وفي كتاب "الحدائق" للشيخ
عبد المجيد الخاني - وهما تلميذاه - وقد جاء في ترجمته: "هو محمد ابن
مصطفى، الطنطاوي مولداً، الدمشقي موطناً، الشافعي مذهبأ. وكان
فقيهاً عالمأ بالعربية والفلسفة والعلوم، ومن اَثاره البسيط (وهو اَلة فلكية)
الموضوع في منارة العروس بالجامع الأموي ". ومن نظر في تراجم علماء
الشام في القرن الماضي وجد الكئير منهم فد قرأ عليه وقعد بين يديه " (1).
هكذا كان ابتداء أمر اسرة الطنطاوي في الشام. أما جد جدي (الذي
جاء من مصر برفقة عمه الشيخ محمد) فهو أحمد بن علي بن مصطفى،
وقد كان إمام طابور متقاعداً في الجيش العثماني. وقد وصفه جدي لنا (2)
(1) ا لذكر يات: 1/ 33 1.
(2) الحديث عنه في: الذكريات: 1/ 43 1.

الصفحة 9