عمر. ولكني كنت أزداد يقينأ أن هذا غير صحيح؟ فليس يعتريني أي شك
في معرفتي بأن الكتاب عن أبي بكر قد كُتب ونشر قبل الكتاب عن عمر،
ثم إن كتاب "أبو بكر" قد عُدَّ في مراجع كتاب "أخبار عمر" 0 نعم، إ ن
كتاب "أخبار عمر" ليس هو كتاب "عمر بن الخطاب " ذاته، ولكنه - كما
سنرى بعد قليل - أخذ عنه وبُني عليه، والمرخج أنه لم يُرجَع فيه إلى غير
ما رُجِع إلى الكتاب القديم فيه.
وأخيراً وجدت الجواب في قطعة عثرت عليها من كتاب عمر القديم،
وهي الفصل الأخير منه وقد حمل اسم: "خاتمة: عرض موجز لحياة عمر
الفاروق " (1)، ويشغل هذا الفصل الصفحات من (0 69) إلى (737)، وفي
اَخره تاريخ كتابته: منتصف المحرم عام 1356، وبعده "كلمة الختام " في
صفحتين وفي اَخرها التاريخ ذاته: محرم 6 35 1.
وهكذا أجزم أن كتاب "عمر بن الخطاب " قد صدر في جزأين في
أول عام 1356 هـ (1937 م). ولكن كيف صار - من بعد -كتاب "أخبار
عمر"؟ القصة أن جدي قد كتب كتاب "عمر" (كما كتب كتاب "أبو بكر"
من قبله) بطلب من ناشر اشترط عليه جمع الأخبار وتبويبها بلا تعليق
ولا تحليل، وقد اراد أن يعود إلى الكتاب بعد سنين بتعديل وتغيير، فلم
يجد مخرجأ من الخلاف غير أن يغير الكتاب تغييراً جذريأ ويعيد نشره بهذا
الاسم الجديد. قال (في مقدمة كتيب "قصة حياة عمر"): ". . . كتابي
"عمر بن الخطاب "الذي كان قد اقترحه عليئ ونشره لي الصديق العالم
الشاعر أحمد عبيد، رحمه الله، ثم نَقَضْتُ هذا الكتاب فبذَلت فيه،
وحذفت منه وزدت عليه، فكان كتاب "أخبار عمر" الذي يتداوله الناس ".
وكما كان الحال مع كتاب "ابو بكر!، فقد كان هذا الكتاب - ايضأ-
(1)
وقد نُسْر هذا الفصل حديثأ في كتيب من تسعين صفحة بعنوان: "قصة حياة
عمر"، وبذا يكون فد عاد إلى ايدي الناس بحد غياب نحو ثلثي فرن!.
90