أولَ كتابِ جامع يؤلَف في سيرة الفاروق رضي الله عنه في العصر الحاضر
فيما أحسب، ولَئن لم تَرِدْ في الكتاب إفادة صريحة بهذا الخصوص فإن في
عموم إشارة الشيخ (التي نقلتُها عنه في جملة استعراض الكتاب السابق،
وفيها يذكر نقل كئير من الكتاب الَاخرين عنه فيما كتبوا عن أبي بكر وعمر)
ما يؤكد هذا المعنى.
أما أنا فلم أجد أعظم عن عمر العظيم كتاباَ من هذا الكتاب، وإني
لأشارك جدي إعجابه به وإكباره إياه، ومَن لا يفعل؟ يقول في مقدمة
الكتاب: "أنا كلما ازددت اطلاعاَ على أخبار عمر زاد إكباري إياه وإعجابي
به، ولقد قرأت سِيَر آلاف العظماء من المسلمين وغير المسلمين، فوجدت
فيهم من هو عظيم بفكره، ومن هو عظيم ببيانه، ومن هو عظيم بخلقه، ومن
هو عظيم بماثاره. ووجدت عمر قد جمع العظمة من أطرا فها ".
أما مادة الكتاب فتضمها سبعة أبواب تتفرع عنها فصول وعناوين؟
ويبدأ الكتاب بباب موجز عن عمر في الجاهلية، ثم باب عنه مع النبي ب!،
وفيه فصول عن إسلامه وهجرته وصحبته، ثم باب قصير عنه مع أبي بكر،
ثم باب طويل متعدد الفصول عن "عمر أمير المؤمنين " في اَخره فصل عن
"أؤلياته "، وبعده باب عن "عمر الأديب " فيه فصول عن خطبه وكتبه
ومعاهداته ووصاياه وكلماته وعنه مع الشعر والشعراء، وبعده باب عن
"عمر الرجل " فيه فصول عن طعامه ولباسه ومركبه وسيرته مع أهله ومع
الصحابة ومع الناس، ومنها فصول في مناقبه وإصابة رأيه وفراساته
وكراماته، وأخيراً باب عن مقتله فيه عدة فصول.
وقد خُتم الكتاب بجزء عن عبد الله بن عمر كتبه ناجي الطنطاوي ويقع
في بضع وئلاثين صفحة، وفيه فصول عن شخصيته وعبادته وزهده وورعه
وموقفه في الفتنة وأقواله وكلماته وأسرته وأولاده وأخبار متفرقة عنه.
?ء
91