كتاب علي الطنطاوي أديب الفقهاء وفقيه الأدباء

هؤلاء الألطال العطماء. وأنا لست من المولعين بجمع الكتب ورضها في
الخزائن أزهى بها وأفخر بكثرتها، ولا أقتني إلا الكتاب الذي أحتاج إليه؟
أرجو النفع به أو المتعة بقراءته، وقد اجتمع لي - على هذا - في مكتبتي
الصغيرة، هنا وفي دمشق، اكثر من تسعين مجلدة في تراجم الرجال
والنساء، فلو ان في كل واحدة منها سيرة مئة منهم لكان من ذلك تسعة آلاف
من سير العظماء ".
وقد أخبرنا جدي كيف كان منهجه في كتابة هذه الفصول فقال: "كنت
إذا اردت الحديث عن رجل فرات كل ما تصل إليه يدي مما كُتب عنه،
وقثدت في ورقة ما أختار من أخباره، وربما بلغ ما أقرؤه عنه عشرات أ و
مئات من الصفحات. ثم أعمد إلى خبرِ من هذه الأخبار فأجعله مدخلاَ
إليها، وأحاول - ما استطعت -أن اتبع فيها أسلوبأ ينأى بي عن جفاف ا لسرد
الض، ريخي، ويخلص من تخيل الكاتب في الفصة الأدبية، لعلّي أصل إلى
الجمع بين صدق التاريخ وجمال الأدب، فأوُفق حيناَ، ويجانبني حيناَ
التوفيق ".
ولئن اشتملت هذه الفصول على ترجمات لبعض ا لأعلام المشهورين
(كصلاح الدين ونور الدين وعمر بن عبد العزيز) فإن اكثرها ترجمات
لأعلام عظماء لايعرفهم او لايعرف عنهم ا لكثير اكثر الناس. ا نظروا - مثلاَ-
إلى هذه الأسماء (ومع كل لقبٌ له جعله جدي عنواناَ للترجمة): الحسن
البصري (العالم العامل)، قتيبة بن مسلم (فاتح المشرق)، سعيد بن المسئب
(من ورثة ا لأنبياء)، أبو حنيفة (ا لإمام ا لأعظم)، الليث بن سعد (جمع الدين
والدنيا)، أحمد بن حنبل (ناصر السئة)، البخاري (امير المؤمنين في
الحديث)، احمد بن ابي دؤاد (العالِم النبيل)، اسد بن الفرات (الفقيه
الأميرال)، محمد بن بشير (القاضي المتانق)، منذر بن سعيد (خطيب
الزهراء)، الغزالي (حجة ا لإسلام)، اورنك زيب (بقية الخلفاء الراشدين)،
مظفر بن محمود (الملك الصالح)، العز بن عبد السلام (شيخ من
93

الصفحة 93