كتاب علي الطنطاوي أديب الفقهاء وفقيه الأدباء

إئم أحاول ان أعرضه موسعأ واضحأ، فكان ما أجيء به يقترب من القكلمة
،حينأ، ويكون أشبه بالعرض (الريبورتاج) حينأ. وربما غلبت عليئ الرءبة
ابالتحليل النفسي فأطيل، وربما وقفت عند الحقائق فأقصر. ولو رجصشم
إلى أصول هذه الفصول في التاريخ لوجدتم ان أكثرها لا يجاوز بضمة
أسطر جاءت متوارية في حاشية من الحواشي او زاوية من الزوايا، لا قينجه
إليها القارى ولا يقف عليها" (1).
أما القصص التي حواها الكتاب فهي (كما اشرت قبل قليل - ثلااث
وعشرون قصة، وهي منتقاة من أزمنة متباينة تمتد ما بين أيام الجاهاجة
وحتى القرن الماضي؟ ففيها قصص من العصر الجاهلي (النابغة الذبياني.)،
ومن الطائف في آخر ايام الجاهلية وأول أيام الإسلام (ابن الحب)، وهش
الحجاز في أول العصر الأموي (ثلائون ألف دينار، وعلى أبواب المديظ 4،
وليلة الوداع، ويوم اللقاء)، ومن سمرقند أيام الفتوح الأولى (قفبئ
سمرقند)، ومن الشام في آخر أيام بني أمية فيها (سيدة من بني أمية)، ثم
منها في القرن الثامن (في صحن الأموي)، ومن مكة في وسط القم -ن
(1)
في الذكريات: 3/ 314 لي كتاب اسمه "قصص من التاريخ " كنت آخذ فيه
أسطراَ معدودة أو حادئة محدودة، فاعُمل فيها خيالي وأجيل فيها فلمي، - ش
أجعل منها قصة. فمن هذه القصص ما ذكره المؤرخون: من أن امرأة من دسش! ق
رأت انقسام المسلمين وتقاعسهم عن فتال الصليبيين وأرادت المشاركة في
الجهاد، فقضت ضفائرها وبحثت بها إلى سبط ابن الجوزي، خطيب البامع
الأموي في دمشق، ليكون منها فيد لفرس من خيول المجاهدين. ويفول
المؤرخون إنه خطب خطبة عظيمة ألهبت الدماء في العروق وأسالت الدموع من
العيون وأيقظت الهمم. فلما كتبت القصة على طريقتي ألفتُ أنا خطبةَ قلت! نها
التي ألفاها على الناس. وحسب الناس أن هذه هي الخطبة الحقيقية، حتى أ ن
خطيب المسجد الحرام (الرجل الصالح، الثيخ عبد الله خياط) نقل فقرات منها
في خطبة الجمحة على أنها خطبة سبط ابن الجوزي.
99

الصفحة 99