كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل
الأسلوب السلبي يسيء الظن بالإسلام لدى العقول الجديدة ويمفَد لها
الطريق إلى الإلحاد والمادية ظئاً منها ان الإسلام " تعبير عن القيود الظالمة
والإجبارات القاهرة. . . إلا انكم موفقون كل التوفيق في نقل افكار
الغزالي والإمام الدهلوي إلى الجيل المعاصر بلغة العصر واسلوبه،
وزدتم عليها المقارنة بين عبادات الديانات كالهندوسية، والبوذية،
واليهودية، والنصرانية " (1).
والكتاب بد ون شأ لف بأسلوب علمي ادبي رفيع رصين، وعصري
شئق، فكان نقطة اتصال بين الجيل الجديد المعاصر والجيل القديم الغابر،
هذه ميزة، وللكتاب ميزة اخرى وهي أنه ييشر ويؤنس ويقزب بأناة وتؤدة
وهدوء، ويوفق بين الَاراء المتضاربة المضطربة بحكمة ولطف ولباقة
بالتركيز على مقاصد العبادات وأسرارها وأهدافها وغاياتها وحقائقها في
ضوء الكتاب والسئة، مستفيداَ من مؤلفات المسلمين القدامى القيمة
الغالية، وكان الموضوع يشغل بال سماحة الشيخ رحمه الله ويهمه كثيراً،
وهو يشير إلى ما دعاه لتأليف الكتاب فيقول:
"وكان مما حفز المؤلف على هذا التأليف - رغم امراضه التي
يعانيها، والأشغال، والمسؤوليات التي ترهقه - ما كان يشعر به من مذَة
طويلة من اضطراب الَاراء والكتابات في تفسير هذه الأركان، ومفاصدها
وغاياتها، وفوائدها ومصالحها في هذا العصر، وإخضاعها في جراءة
كبيرة، وتوسُع وسخاء للفلسفات العصرية، والمذاهب الاقتصادية
والسياسية، ومصطلحاتها وتعبيراتها المحدودة، حتى كادت هذه الأركان
في عقول من اَمن بهذا التفسير وخضع لهذا الغرض، تفقد حقيقتها
(1) الأستاذ ابو الحسن الندوي: كاتبأ ومفكراَ، للأستاذ نذر الحفيظ
الندوي الأزهري، ص 9 2.
101