كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل

وقوتها، وتضيع مقاصدها التي شرعت لأجلها، وكاد معنى الإيمان
والاحتساب يضيع من بين هذه التعبيرات المادية والتفسيرات العصرية،
وكاد التفكير المادي يطغى على روح العبادة والإخلاص، فكان ذلك
- بحيث يشعر اصحاب هذه الفكرة أو لا يشعرون - خطراَ كبيراَ على الأمة،
وطليعة تحريف كبير في فهم ا لمعاني الدينية والمقا صد ا لشرعية " (1).
اذكر انني ذهبت من دهلي إلى قرية شيخنا رحمه الله (تكيه كلان)
في إجازة قصيرة، وكانت قد اجريت له عملية جراحية للعين، فلم يكن
يقدر على القراءة، وكان قد بدا تأليف هذا الكتاب، فكلَّفني بأن اقرا له
قسم العبادات من كتاب (حجَة الله البالغة) للإمام ولي الله الدهلوي يوميأ
مدة إقامتي في القرية، بدأت اقرا له وهو يستمع، وإذا مررت بقطعة تهفُه
للكتاب يوقفني، ويقول: ضع إشارة من سطر كذا إلى سطر كذا، ثم
يجعلني استمر في القراءة، وهكذا اتممت قراءة قسم العبادات، ورجعت
إلى مقر عملي.
وكانت بداية الكتاب بمقالات عن الحج بطلب من رئيس تحرير
مجلة (المسلمون) التي كان يصدرها الدكتور سعيد رمضان رحمه الله من
(جنيف)، فنشرت ثلاث مقالات عن الحج، واذاعتها محطة الإذاعة
السعودية احياناً، وكتب مقالين عن رسالة الصيام بمناسبة حلول رمضان
نشرتهما (المسلمون) وأعجب بها القزَاء، ونظر فيها سماحة الشيخ فوجدها
اسلوبأ جديداَ ونظرة شرعية ربانية، فأراد ان يوسئعها ويضم إليها ركن
الصلاة والزكاة، وكذلك تكوَن الكتاب وسذَ فراغاً كبيراَ، وتلفَاه الناس
بالقبول، وترجم إلى اللغات: الإنكليزية والأردية والفارسية والتركية وفي
بعض اللغات المحلية وا لإقليمية.
(1)
بين يدي الكتاب لسماحة الشيخ رحمه الله، ص 8 (طبعة دار القلم بدمشق).
2 0 1

الصفحة 102