كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل

5 - السيرة النبوية
كان كتاب (السيرة النبوية) احب الكتب وآثرها لدى سماحة الشيخ
الندوي، ائَفه بكل حب وادب وشوق، وعاطفة وإيمان وإخلاص، وكان
العفل والقلب متجاوران، يسيران معأ ولا يفترقان، وكان قد فتح عينيه في
بيئة تنعم بحبِّ الرسول جميم وصلة العشق والهيمان، والمحبة لذات النبي
الكريم عليه الصلاة والتسليم، والتأسِّي بسيرته الطيبة وشمائله العطرة،
والتقدير والاحترام والطاعة والاتباع الصادق الوفي لسئته السنية وشريعته
الحقَة، كان يرى اهل اسرته وافراد عائلته تلهج السنتهم بذكر الذات
النبوية العظيمة، وتردِّد الصلوات والتسليمات عليه دائمأ في ذلك البيت،
وتقرا كتب السيرة وتذكر اخلاق النبي ع! ه ومآئره ومكارمه ومننه وأفضاله
وبزَه وإحسانه على البشرية صباح مساء على مسامعه، فنشأ وترئى في هذا
الجوِّ النوراني النبيل المفعم بالمسك والطيب وريا القرنفل، وقد اشار إلى
ذلك بقوله:
"ففد كانت السيرة النبوية - على صاحبها الصلاة والسلايم - المدرسة
الأولى التي تعفم فيها مؤلف هذا الكتاب، وقد دخلها في سنَ مبكِّرة، لا
يدخل فيها الأطفال في عامة الأحوال، والفضل في ذلك يرجع إلى الجوِّ
الذي يسود بيته واسرته، فقد كانت السيرة تكوِّن عنصرأ اساسيأ في الئفافة
التي يتلقَاها ابناء الأسرة واطفال البيت، وإلى المكتبة الصغيرة البسيطة
المؤلفة من منظوم ومنثور، التي كانت تنتقل من يد إلى يد، ثم إلى تربية
اخيه الأكبر الدكتور السيد (عبد العلي الحسني)، وتوجيهه الحكيم،
فقرا في صباه افضل ما كتب في السيرة النبوية في (اردو) لغة مسلمي الهند،
104

الصفحة 104