كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل
وهي اغنى لغات العالم الإسلامي بعد اللغة العربية في موضوع السيرة،
وهي تحتوي على اقوى وأجمل ما كتب فيها في العصر ا لأخير" (1).
وقال ايضأ:
"ومن المقزَر انَّ السيرة أقوى العناصر التربوية واكثرها تاثيراً في
النفس والعقل بعد القرآن " (2).
لذا كان شيخنا رحمه الله يتطفَع لتأليف كتاب في السحرة للجيل
الجديد المعاصر بلغة جديدة واضحة بيِّنة، وبأسلوب علمي مؤثر شئق،
ولكنه كان يتهئب هذا الأمر لجلالة الموضوع وعظمة الموقف، ولكن
إلحاح الإخوة والأصدقاء، والشعور بالحاجة إلى مثل هذا الكتاب جعله
يعكف على تاليفه، وينقطع إليه ما بين شوال 395 اهوشوال 396 اهـ
(اكتوبر 1975 - اكتوبر 976 ام) وأتمَه على خير ما يرام، وإليكم قطعة
من مقدمته الأولى بفلمه الجميل:
"كان المؤلف يشعر بمسيس الحاجة إلى كتاب كتب في اسلوب
عصري علمي، استفيد فيه من خير ما كتب في القديم والحديث، مؤسساً
على مصادر السيرة الأولى الأصيلة، مطابقأ لما جاء في القرآن الكريم
والسنة الصحيحة، لم يكتب بالأسلوب الموسوعي الحاشد للمعلومات
في غير نقد وتمحيص، الأسلوب الذي اعتاده أكثر المؤلفين المتوسطين
والمتأخرين وقليل من المؤلفين المتقدمين، والذي كان مثار كثير من
التساؤلات التي بزَا الله السيرة الكريمة منها، واغنى المسلمين عنها، قد
نالته يد التنقيح والتحقيق من غير تقليد للاتجاهات العصرية، وخضوع
لكتابات المستشرقين وافوال المشككين، متمشيأ مع المقررات الدينية
(1) مقدمة الطبعة الأولى، ص 9.
(2) المصدر السابق، ص 0 1.
105