كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل
التي تُفهم في ضوئها الكتب السماوية وسير الأنبياء، والمعجزات
والأخبار الغيبية، قائماَ على مبدا انه سيرة نبي من الأنبياء، مبعوث من
الله، مؤيد منه، لا سيرة عظيم من العظماء، أو زعيم من الزعماء، ليسوغ
أن يقدم إلى كل مثقف منصف من المسلمين وغير المسلمين من غير
تحفُظ أو استثناء، أو حاجة إلى تأويل، يعتمد فيه المؤلف على الحوادث
والوقائع، ومادة السيرة، ويدعها تنطق بلسانها، وتشى الطريق بنفسها إلى
القلوب والعقول، أكثر مما يعتمد على فلسفته للحوادث وتحليله للأخبار،
ومقدما ته الطويلة العريضة، فالسيرة النبوية غنية بجمالها وروعتها وسحرها
على النفوس والعقول، ووقعها منها موقع القبول، من شفاعة شافع،
وتدليل حكيم، وبراعة أديب، وجل ما يحتاج إليه المؤلف، هو جمال
العرض، وحسن الترتيب، وجودة التلخيص " (1).
والكتاب بمواضيعه الجامعة الشاملة وبمحتوياته الوافرة الكاملة،
وبجمعه الجانبين العلمي والتربوي البلاغي، وبأسلوبه الَاسر للقلوب
والنفوس، وببيانه الساحر الجميل الجذَاب الخلأَب، وبمعلوماته
المقارنة والكشوف الحديئة، وبخرائطه ومعالمه الجغرافية في السيرة،
وخصائصه المميزة، جديرٌ بأن ينال حظوة وقبولاً، ويتبوا مكانة مرموقة
في الأوساط العلمية والثقافية والدينية والدعوية والحضارية في العالم.
سألت سماحة الشيخ رحمه الله قبل وفاته بأربع وعشرين يومأ وكان
إذ ذاك في حرم ندوة العلماء الكهنؤ) الهند، أي مؤلفاتكم أحمث إلى
جنابكم؟ فقال: السيرة النبوية، والنبوة والأنبياء، والطريق إلى المدينة،
والأركان الأربعة، وماذا خسر العالم. .
كؤئمبم*
(1) المقدمة، ص 0 1 - 1 1.
106