كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل

7 - الطريق الى المدينة
كانت لسماحة الشيخ أبي الحسن علي الندوي صلة عاطفية جياشة
وحمث وحنان، وشوق وحرقة، وانجذاب وتعفُق شديد بمدينة الرسول
ع! م، وكان له شوق اسمى وعاطفة اقوى بشخصية النبي الكريم عليه افضل
الصلاة والتسليم.
وقد شاهدنا منه كثيراَ حين دخوله المسجد النبوي الشريف ووقوفه
امام الحجرة الشريفة آيات الدبئ الجئاش والعاطفة القوية وروح الوفاء
والفداء المشرقة. وبعين باكية، وقلب خاسع، ولسان ذاكر، يلهج بالصلاة
والسلام، والشكر وا لامتنان بتبليغ الرسالة وتأدية الأمانة ونصح الأمة، ثم
يميل إلى صاحبيه: سيدنا ابي بكر الصدّيق وسيدنا عمر الفاروق رضي الله
عنهما، داعيأ لهم بأجزل الثواب واوفر الجزاء من الله عزَ وجل.
وكان قد نشا وترعرع في بيئة كريمة، في احضان الأم الرؤوم التي
ارضعته لبان الحبّ للرسول الأعظم عنم! ر، والتشئع بروح دعوته، والتضفُع
بحمل رسالته عليه افضل صلاة وسلام، وعاش في كنف اخيه ابر،
الرؤوف الأكرم فضيلة الدكتور عبد العلي الحسني رحمه الله، فرئاه على
حبّ رسول اله -لمجرِو واتباع سئته، والقيام بدعوته والجهاد في سبيل رسالته،
وهئأ له كتبأ صغيرة سهلة ميشرة عن سيرة الرسول الأعظم مج! ي!.
لقد سرى فيه حمث رسول الله سريان الدم في العروق، لقد سرى فيه
في الأعصاب والأحشاء والعقل والقلب، وهذا الحب هو الذي وقد جمرة
111

الصفحة 111