كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل
9 - نحو التربية الإسلامية الحرَّة
في الحكومات والبلاد الإسلامية
الدعوة والتربية تسيران معاً ولا تنفصلان ولا تفترقان، وذلك من
فجر الإسلام إلى يومنا هذا، وكفَما ففدت الدعوةُ التربيةَ والعلمَ قل تأثيرها
وفعالياتها، لأجل هذا كان العلماء والدعاة يهتمون بالتربية والعلم، وبعد
ان ابتلي العالم الإسلامي بالاستعمار الغربي ونظمه التعليمية والتربوية،
التي طُئفت في المدارس والجامعات، فبرز على إثرها نظامان مختلفان
بعضهما عن بعض، فصار هناك القديم والجديد، أو الإسلامي والغربي،
شغل امرُ التعليم والتربية بال الدعاة والعلماء، وكان سماحة الشيخ
الندوي قد أولى عنايته البالغة بالتربية، وتعزَض لها في معظم مؤلفاته،
وبدا يكتب مقالات ويلقي محاضرات منذ الخمسينيات، فقد ألقى
محاضرة في القاهرة بعنوان (كيف توخه المعارف في الأقطار الإسلامية)
ونشرت له مقالات عام 950 ام في مجلة (البلاد السعودية) ومقالات
ومحاضرات في بعض المدارس والجامعات، ودعاه معالي الشيخ حسن
عبد الله اَل الشيخ رحمه الله وزير التعليم العالي السعودي إلى الرياض عام
968 1 م لإلقاء محاضرات عن التربية الإسلامية، وجُمعت هذه المقالات
والمحاضرات تحت عنوان الكتاب الذي نحن الَان بصدد التعريف به.
وقد أفاض رحمه الله في بيان أهمية التعليم الإسلامي وقيمة التربية
معه فقال:
117