كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل
العلماء، وكان مفكراً إسلامياً طبقت مؤلفاته الافاق، ونُقلت إلى مختلف
لغات العالم.
وكان زعيمأ يخوض معركة الحياة، ويحل مشاكل المسلمين، في
الهند، وله منهج خاص لمعالجة القضايا السياسية، وكان مصلحاً ربانياً
يعيش حياة الزهد، والورع، يقول الحق ولا يخاف لومة لائم، وكان
مصلحأ اجتماعيأ ومربيأ دينيأ في وقت واحد، فكانت حياته ذات جوانب
متعددة، ولذلك شعر بتاثير وفاته رجال جميع الطبقات والفئات في العالم،
وقد وصفه الدكتور يوسف القرضاوي الذي عرفه شخصياً ودرس فكره
علميأ ب (رباني الأمة والرجل القرآني والمحمَّدي الذي جعل الرسول
الكريم ى! رر أسوته في هديه وسلوكه وحياته كلها، وا تخذ مسيرته نبراسأ له)،
كان عالمي العطاء، فتحدث إلى العرب وإلى أمريكة وا وروبة، وانشا منبراً
عالميأ للأدب الإسلامي، وكان عضواً لعدد من المؤسسات العالمية.
إن هناك سؤالاً ينشأ في الأذهان عند دراسة شخصية الشيخ الندوي،
هو كيف التقت فيه هذه الصلاحيات والفدرات المتنوعة التي إذا وجدت
صلاحية واحدة منها في زعيم كان من الفحول؟ وقد يَرذُ على السؤال ما كتبه
الشيخ رحمه الله عليه بنفسه في مقدمة له لكتاب الأمير سيِّد صدّيق حسن خان
القنوجي، بقلم الدكتور محمد اجتباء ا لندوي، فكتب يقو ل:
"لقد ولدتُ في بيت كان موضوعه الحبيب بل هوايته التأليف في
سيَر الرجال وطبقاتهم، وتراجم العلماء وأهل الفضل، وخاصة الذين
أنَجبتهم أرض الهند، ونبغوا في شبه القارة الهندية منذ دخول الإسلام في
هذه البلاد إلى هذا القرن، ونشات في بيئة كان الحديث الدائر المتكرر في
أوساطها ومجالسها، وتكأة المتحدئين فيها الإشادة بالمُثُل والقيم
الإنسانية والعلمية والتنويه بسمات العلماء الكبار ومجالات اختصاصهم
12