كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل

في الإسلام، لا حديث الصوفي المتأثر بفلسفة الحلول والاتحاد، ولا
بالطرقية المرتزقة، بل حديث المسلم الملتزم بالكتاب والسثة، العارف
الذائق الذي خاض التجرية الروحية، فلم يغرق في بحار القوم،! لي خرج
بلاَلئ وجواهر انتفع بها، ولم يحجبه عنها المصطلحات التي قد (ننفر ولا
تبشر، فالعبرة بالمسمَيات لا بالأسماء، وبالمضامين لا بالعناوين " (1).
إن الكتاب مجموعة مقالات كتبها المؤلف الكريم لمناسبات
مختلفة، ليقدم مرآة صافية نقتة للحياة التي يجب على الجيل المسلم أن
يحياها في عصرنا هذا، وهو عصر قد ابتلي بصور متنوعة عجيبة غريبة من
ممارسات وطقوس دينية لا تصث بصلة إلى حياة عاشها الرئانيون الذين
أثروا في البيئة التي كانوا فيها، والمجتمع الذي تأثر بهم، وتنوَر بسلوكهم
القويم وخلقهم النبيل، واهتدى بأعمالهم وأفكارهم ومثلهم العليا خلق
كثير، وعئمَ الخير والصلاح والفلاح والخدمة والإسعاف والمؤازرة
والمواساة في الأوساط ا لإنسانية، ولكن مضت فترة خلت الديار من أمثال
هذه النماذج الخيرة، ونشأ فراغ كبير في المجتمع.
وقد أشار إلى ذلك سماحة الشيخ الندوي رحمه الله فقال:
"إنني لا ألحُ على منهاج خاصنَ من التزكية درج عليه جيل من أجيال
المسلمين، واشتهر في الزمن الأخير بالتصؤُف - من غير حاجة إلى ذلك،
فقد كان في كلمات الكتاب والسثة ومصطلحاتهما غنى عنه، ولا أبزى
طائفة مفَن تزعَم هذه الدعوة واضطلع بها، من نقص في العلم والتفكير،
أو خطأ في العمل والتطبيق، ولا أعتقد عصمتها، فكل يخطئ ويصيب،
ولكن لا بذَ أن نملأ هذا الفراغ الواقع في حياتنا ومجتمعنا، ونسد هذا
(1) قيمة الأمة الإسلامية، ص 2 4 - 43.
120

الصفحة 120