كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل
وثقافتهم في بلاد وأقطار وبيئات لم تكن تنتشر فيها وترسخ قدميها لولا
الإسلام ولولا القراَن، واتخذها العلماء والأذكياء لغة دين وعلم وتأليف،
لم يكونوا فاعلين ذلك لولا أنها لغة الإسلام الرسمية وسفتاح المكتبة
الإسلامية، وقد حمل كثيراً من علماء بلاد العجم وائقَتها مقَن ولدوا
ونشؤوا في هذه الديار حئهم للعرب وفقههم للدين على ان يتعربوا في كئير
من عاداتهم وشعاراتهم، ويحافظوا على اللغة العربية واَدابها ويتواصوا
بذلك، ويجعلوها كلمة باقية في اعقابهم، ويحذروا من تقليد العجم
والتخفُق بأخلاقهم، وما ذاك إ لا للدب العميق ا لراسخ للنبي جمي! واصحابه،
ولأنه ظهر في العرب، وارتضى الله لهذا الدين المظهر الإبراهيمي العربي
في الأخلاق والَاداب والميول " (1).
كانت تلك الصلة الوئيقة سز نجاح العرب وفوزهم بالقيادة العالمية
والسيادة الدولية، وحينما ضعفت صلاتهم بالإسلام ورسالته اصيبوا
بانحطاط وضعف وتخفُف، وزاد الطين بفة عندما تحوَلت العروبة إلى
القومية العربية التي خلت من الإسلام، وانفصلت عنه، ونادى دعاة
القومية بمبادى وافكار ونظرات صيغت بعيداً عن ارض العروبة وبأيدي
أجنبية غريبة عن خصائص العربية ومميزاتها وصفاتها، وعاداتها
وتقاليدها واخلاقها وطبيعتها.
وقد سلط سماحة الشيخ الندوي رحمه الله أضواء ساطعة عليها،
وردَ على مزاعم القوميين، وخاطبهم وخاطب البلاد التي زارها وحل فيها
بكلِّ حمب وتقدير وحرقة وإخلاص، فكتب عدداً من المقالات المؤثِّرة
تحت هذه العناوين: اسمعي يامصر، اسمعي ياسورية، اسمعي يازهرة
الصحراء (الكويت)، من العالم إلى جزيرة العرب، من الجزيرة العربية
(1) ا لمصدر ا لسابق، ص 6.
123