كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل

2 1 - الي الإسلام من جديد
ابتلي العالم الإسلامي منذ أواخر القرن التاسع الميلادي بغارة غربية
اوروبية شديدة عنيفة سافرة، ولم تكن تلك ا لغارة على بلاد ا لعا لم ا لإسلامي
منصئةَ على حكمها وسياستها، وثروتها، وذخائرها ومعادنها واقتصادها
ومنابع حياتها ومفاتيح كنوزها فحمسب، بل على دينها، وشعائرها، وقيمها
ومبادئها وأخلاقها وتقاليدها، وعلى لغتها العربية، وثقافتها العربية،
وعروبتها وحضارتها ورسالتها الخالدة.
وكانت تلك الغارة تتمثل بحصار وقيود وأغلال، وشعر العرب
والمسلمون فجاة بأنهم في زنزانات مغلقة مظلمة، سدَت الأبواب والنوافذ
بالشمع الأحمر، فاندهش الناس واحتاروا، وانهارت قواهم، ووجِّهت
إليهم تهم وا فتراءات واكاذيب واباطيل، اشاعت لفترة اليأس وا لانهزام.
ولكنهم سرعان ما استيقظ في بعضهم إيمان ووعي ادركوا معه
الخطر المحدق، الذي انتشر وعئمَ، فواجه هؤلاء المتحمسون واصحاب
الغَيْرة على الإسلام وكيانه وقيمه تلك الغارة وآئارها، وكان منهم ثميخنا ابو
الحسن الندوي رحمه الله، فتصدَى لهذا التيار المنحرف الجارف،
وواجهه بكتابات فكرية علمية موضوعية منذ الثلاثينيات، وبندآءاته
المجلجلة القوية الواضحة الصريحة، وصدرت له مقا لات متتابعة متواصلة
منها: إلى ممثلي البلاد الإسلامية، معقل الإنسانية، المدُ والجزر في تاريخ
الإسلام، بين الصورة والحقيقة، ثورة في التفكير، بين الجباية والهداية،
دعوتان متنافستان، مصرع الجاهلية، أزمة إيمان واخلاق، العوامل
الأساسية لكارثة فلسطين، ارتباط قضية فلسطين بالوعي الإسلامي،
ردَة. . . ولا ابا بكر لها.
125

الصفحة 125