كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل
ئم يطالب العالم الإسلامي بالقضاء على هذه الردَّة بدعوة إسلامية
جديدة فيقول:
"إن العالم الإسلامي في حاجة شديدة إلى دعوة إسلامية جديدة،
وإن هتاف الدعاة والعاملين فيه وهدفهم اليوم (إلى الإسلام من جديد)،
ولا يكفي الهتاف، إنه لا بد من تصميم حكيم قبل العمل، لابد من تفكير
هادى عميق، كيف نرذُ الطبقة المثقفة التي تحتكر الحياة وتملك الزمام إلى
الإسلام من جديد، وكيف نبعث فيهم الإيمان والثقة بالإسلام، وكيف
نحرّرها من رقّ الفلسفات الغربية والحضارة العصرية ونظرياتها اللادينية؟.
إنه في حاجة إلى رجال ينقطعون إلى هذه الدعوة، ويكرّسون لها
علمهم ومواهبهم وكفايتهم، ولا يطمعون بمنصب أو جاه او وظيفة أ و
حكومة، ولا يحملون لأحد حقداً، ينفعون ولا ينتفعون، ويعطون ولا
يأخذون، ولا يزاحمون طبقة في شيء تحرص عليه وتتهالك، حتى لا تكون
لها حجة عليهم، ولا للشيطان سبيل إليهم، شعارهم الإخلاص والتجرُّد
عن الشهوات والأنانيات والعصبيات، إن العالم الإسلامي في حاجة إلى
منظمات علمية تهدف إلى إنتاج الأدب الإسلامي القوي الجديد الذي يعيد
الشباب المثقف إلى الإسلام بمعناه الواسع من جديد، ويحرّرهم من رقّ
الفلسفات الغربية التي آمن بها كثير منهم بوعي ودراسة واكثرهم بتقليد
وتسليم، ويقيم في عقولهم اسس الإسلام من جديد، ويغذي عقولهم
وقلوبهم، إنه في حاجة إلى رجال في كل ناحية من نواحي عالم الإسلام
عاكفين على الجهاد" (1).
وامَا الكتاب فكله يحتوي على مثل هذه الحوافز، ويشحذ الهمم
(1) إلى ا لإسلام من جديد، ص 86 1 - 87 1.
127