كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل
13 - المدخل الي الدراسات القراَنية
لقد اعتنى الشيخ الندوي منذ نعومة أظفاره بكتاب الله عز وجلّ
واهتثمَ بفهم معانيه وتذؤُقها، وقد حظي بأساتذة وشيوخ ومشتغلين
بالقرآزا الكريم بمصادر علومه القديمة والحديثة، فأشرفوا على دراسته
وتذؤُقه لَاياته وتفسيرها ومعانيها وعلومها فبرع فيها، وحينما عُيِّن مدرِّسأ
في دار العلوم لندوة العلماء كُلِّف بتدريس معاني القرآن الكريم وعلومه
إلى جانب اللغة العربية وآدابها، وذلك في الثلاثينيات، وألفى محاضرات
أمام طاجته، وجمعت تلك المحاضرات وطبعت فيما بعد.
بدأ الشيخ يلقى محاضرات عن القرآن الكريم يبيِّن فيها خصائصه
ومزاياه وعلومه، واختار منحًى يختلف عمَا اعتادته الأوساط التدريسية
للقراَن في مدارسنا وجامعاتنا، وشق طريفأ جديداً في التدريس وتقديم
المعلومات الوافية الكافية عفَا يتعفَق بالقرآن وسوره وآياته وقصصه، فهو
يذكر ا!؟ حوال والظروف والأمكنة وا لأمم التي ورد ذكرها فيها، ثم يتحدث
عن نزو ل هذا الكتاب السماوي ا لأخير، وأهميته وقيمته ومزيته بين الكتب
السماوية الأخرى، ويبرهن عليه من الكتب السماوية بنفسها، ويقوي دلائله
بتحقيقا ات ودراسات وكشوف حديثة، ويركِّز على الغاية السامية والهدف
الأصيل) لهذا الكتاب المنزل من الله عزَ وجل، الذي هو هداية للبشر،
وإخراج لهم من الظلمات إلى النور، ومن ظلم الأديان إلى عدل ا لإسلام،
يتناول الفاظ القرآن، ويشرحها بحيث يدرك ا لطالب معناها ويتذؤَقها.
129