كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل

وتبريزهم، والشعائر الغالبة عليهم، والتغني بنبوغ اصحاب النبوغ،
وعبقرية اصحاب العبقريات في مختلف العصور والأمصار في إكبار
و إعطام بل في شيء من الهيام.
فثارت في نفسي ملكة الإعجاب بمواضع العظمة والنبالة ومكارم
الأخلاق وعلو الهمة وسمو النفس من بين افراد البشر في سن مبكرة،
لا تنبعث فيها هذه الملكة في غالب الأحيان، والملكات البشرية المودَعة
في طبائع الأطفال قد يثيرها باعث خاص من بيئة وتربية وحوادث
مخصوصة، فتنقدح وتتفتق قبل ادائها الطبعي المعتاد.
قد نشأتُ بصفة خاصة على حمث التفنن في الفضائل والجمع بين
الأشتات بل الأضداد من الفضائل الإنسانية وأنواع العلوم والمعارف
والَاداب والثقافات وعلو الهمة، والقدرة الفائقة على التنسيق بينها،
وتسخيرها للوصول إلى غاية مُثلي وخدمة العلم والدين، حتى لوادَى ذلك
إلى المشاركة في علوم واَداب يتحاشى عنها كثير من علماء الدين،
ويعدونها من ضالة العلوم وبراية الَاداب.
ونشأت كذلك على حب من يوفقه الله ويقؤيه على الجمع بين
الرياستين: العلمية والعملية، والحُسْنَين: الدنيا والَاخرة، والنقيضين:
(في عُرْف الناس) من إمارة او وزارة في جانب، والاشتغال بالتأليف
والتدريس، او التربية وا لإرشاد، وا لإصلاح وإزالة الفساد في جانب اَخر".
إن عبقرية سماحة الشيخ ابي الحسن علي الحسني وهو بتعبير افضل
ابو الحسنات، تنبع من هذه النشاة الجامعة والتوفيق ا لإلهي الذي لا يوفق
له كل من يحمل هذه الكفاءات، والدموع الحارة والدعوات الفلبية الصادرة
من قلب الأم الحنون، التي قامت بتربيته ورعاية شقيقه الأكبر الذي كان
13

الصفحة 13