كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل

ولم يصدر كتاب عن سيدنا علي المرتضى بهذا المستوى، فرجا
الفيلسوف العلامة الكبير والكاتب الألمعي المفكر الجليل السيد
عبد الماجد الدريابادي رحمه الله رئيس تحرير صحيفة (صدق جديد)
بواسطة صحيفته، من سماحة الشيخ الندوي بأن يؤلف كتاباً عن حياة
الخليفة الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه فوعد بذلك، ولكن تأخر
الأمر لأعمال ومشاريع متراكمة بين يدي الشيخ الندوي.
ثم صدر الكتاب في 4 1/ شوال 08 4 ا هـ (31/ مايو 988 ام) وقد
تلفَاه الناس بالقبول، لأنه صدر على مستوى رفيع قئم، ودراسة رفيعة
محايدة، وكان مراَة صافية واضحة جلية لشخصية سيدنا علي المرتضى
رضي الله عنه، التي كانت خبيئة تحت سحب كثيفة، وحجب ثخينة مثقلة
مظلمة، فبذل جهداً ضخمأ، ودرس تلك الشخصية دراسة وافية
وبموضوعية، استوعب كل ناحية من نواحي حيا ته، من طفولته في ا لجاهلية
إلى شبابه وكهولته في الإسلام، وإلى خدماته الجليلة في صحبته الطيبة
للنبي الكريم لمجز، ورفقته الوفية الأمينة الصادقة المخلصة مع إخوانه
الثلاثة من الخلفاء الراشدين الذين سبقوه.
لقد ابان المؤلف عن وقائع سيرة الإمام علي رضي الله عنه، وازاح
الغيوم المتراكمة، وازال التهم والافتراءات والأوهام والأباطيل
والخزعبلات التي احاطت بشخصيته الجليلة الرئانية الطاهرة.
يقول المؤلف الجليل رحمه الله:
"من الشخصيات المظلومة او المهضومة حفها، شخصية سيدنا
علي بن ابي طالب رضي الله عنه، التي تراكمت عليها حجب كثيفة على
مدى القرون والأجيال، لأسباب مذهبية طائفية ونفسية، ولم تُنصف حق
الإنصاف، ولم تعرض للدارسين والباحثين وحتى للمحئين المجفين، في
134

الصفحة 134