كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل

17 - المسلمون وقضية فلسطين
قضية فلسطين من اهئم قضايا العرب والمسلمين في عصرنا الحاضر،
إن لم نقل إنها اهمها واخطرها، وأشدها حساسية، وصارت ا لشغل الشاغل
للمسلمين جميعاً منذ ان رفض السلطان عبدالحميد الثاني رحمه الله أن يمنح
اليهود والصهاينة فلسطين ليجعلوها دولة لهم، وطرد الزعيم اليهودي من
بلاطه، فخرج مهدداً بأنه سيهدم خلافته ويمزقها تمزيقأ، وقد كان كما هذَد
بمؤامرة من القوى الأوروبية والأميركية والشيوعية الروسية.
لقد حاول جمهرة العرب والمسلمين بأن يجئبوا فلسطين هذا الشز
والمكر والخبث والدهاء، وعقدوا مؤتمرات وندوات، ولقاءات،
ومحادئات، ونشبت حروب وقتال وكفاح وجهاد، وكان عامة المجاهدين
مخلصين أوفياء، وكادوا أن يهزموا الأعداء شرَّ هزيمة، ولكن المؤامرة
والخيانة، والخداع والجبن والخور والعمالة كل ذلك أدى إلى ما لم يكن
بالحسبان، وتحوَل الأمر إلى وصمة عار، نكَست الرؤوس، وجلبت
الحسرة والخجل والندامة، ولكن الشرفاء ورجال الغيرة لا يزالون
مرابطين مكافحين، مجاهدين وقائمين بالعهد بأن ينقذوا الأرض المقدسة
ويستردوا فلسطين المؤمنة من براثن الصهاينة، ومخالب الاستعمار
الغاشم باذن الله.
كان الأستاذ الندوي رحمه الله منذ الثلاثينيات يهتم بهذه القضية،
ويكتب ويحاضر بها، ويلتقي القادة والزعماء والملوك والأمراء ويحدثهم
138

الصفحة 138