كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل

ويذاكرهم بشأنها، ويقدم مقترحات وحلول جذرية لهذه القضية الإسلامية
الكبرى، وقد حضر عدَّة موتمرات، اذكر منها موتمر فلسطين الذي عقد
في حزيران (بونيو) 6 95 1 م، وكنت قد حضرت المؤتمر، وسمعت مقالته
القئمة المؤثرة، وكلمات قادة المسلمين من الشرق والغرب، وكان
مؤتمراً تاريخيأ ضخمأ.
إن هذا الكتاب يشتمل على تلك المفالات والكلمات والأحاديث
التي كتبها او القاها في مئل هذه المناسبات، وهو صريح واقعي، مخلص
وفي، في كل حرف وكلمة خرجت من قلمه ولسانه، يقول مؤئفه:
"وقد سبق لمؤلف هذا الكتاب أن بحث في هذا الموضوع قبل
وقوع هذه الماساة (مأساة الخامس من حزيران 1967 م) في شكلها
النهائي بعدَّة سنوات، وجرت على لسانه وقلمه بعض الحقائق التي تحققت
فيما بعد، لأن القضية لم تكن غامضة ولا ملتوية، وإنما كانت تحتاج إلى
شيء من التذؤُق للقرآن، وشيء من معرفة طبائع الأشياء، وا لاطلاع على
مايجري في هذه المنطقة التي تقع عليها مسؤولية الدفاع عن هذه القضية.
ئم وقعت الواقعة، فجعلها موضوع تفكيره وبحثه وكتاباته،
وصدرت عن قلمه ولسانه، عدَة مقالات ومحاضرات نشرت في وقتها
وتداولتها الأيدي، والتزم ان يكون كل ذلك في ضوء القرآن والنواميس
الإلهية، والسنن الأزلية التي بينها القرآن، وشهد بها تاريخ الأمم، وان
يكون كل ذلك تصويراً للواقع الذي تعيش فيه هذه الأمة من غير مبالغة ولا
صناعة، ومن غير تفاؤل ولا تشاؤم، ويضع أصابع قادة الفكر والراي على
الأمراض الحقيقية، ومواضع الضعف والعقَة الأصيلة في الشعوب
والمجتمعات العربية والإسلامية، وعلى علاجها الحاسم، وهي تختلف
في الزمان والمكان، وتنقسم في مقال بالقلم، وحديث باللسان، وتربط
139

الصفحة 139