كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل

بعض اهل الخبرة في بلادنا، وقد عقدوا العزم وصفَموا بالحزم أنهم
سيواصلون ما قام به أباؤهم وأسلافهم الكرام من خدمات علمية وثقافية
وحضارية مثالية رائعة لهذا الوطن، بكل ثفة وإخلاص ووفاء، وقد سجلها
المؤرخون في بعض مؤلفا تهم عن تاريخ ا لهند.
واذكر هنا بكل فخر واعتزاز علأَمة الهند الشيخ الفاضل السيد عبد الحي
الحسني رئيس ندوة العلماء الأسبق، والد سماحة الشيخ ابي الحسن علي
الحسني الندوي رحمهما الله، فقد ألَف كتاباً في تراجم اعيان الهند في ثمانية
مجلدات كبار (وصدر حديثاً باسم: الإعلام بمن في تاريخ الهند من
الأعلام) تشتمل على نحو خمسة الاف ترجمة، وكتابأ في تاريخ الهند
العلمي والتعليمي (الئقافة الإسلامية في الهند) اصدره المجمع العلمي
العربي بدمشق، وكتاباً في خطط الهند واثارها أصدرته دائرة المعارف
العثمانية بحيدر اَباد، باسم (الهند في العهد الإسلامي)، وكان عملاً
موسوعياً ضخماً، وصدرت مؤلفات أخرى في علوم التفسير والحديث
والفقه، ولكن كل ذلك كان يحتاج إلى تعريف عام شامل، فنهض الشيخ
الندوي والَف هذا الكتاب (المسلمون في الهند) وتحدث فيه عن الهند
بتفصيل.
يقول المؤلف: "ذلك يدفعني إلى ان أقدم إلى إخواني في الشرق
ا لعربي هذا الكتاب، إنه يتحدث عن الهند وعن إخوانهم فيها قديمأ وحديثأ،
ويتناول هذا الحديث نواحي شتَى في الحياة العلمية وا لاجتماعية والدينية،
وعمَا اضافه المسلمون إلى ثروة الهند منذ دخولها، وما ادخلوا عليها من
إصلاحات وتجديدات في مختلف نواحي الحياة، وعفَا انتجه المسلمون
في الهند في العلوم الإسلامية، وما زادوا إلى تراثها، ومن نبغ فيها من
العلماء الكبار والمؤلفين العظام، وعن مظاهر نشاط المسلمين العلمي
والديني، ومراكزه الكبيرة في العصر الحاضر، وعن خصائص هذا الشعب
142

الصفحة 142