كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل
وكنا نقول لهم: إنَ البيان الحق عند غير هؤلاء، وإن ابا حئان
التوحيدي اكتب من الجاحظ، وإن كان الجاحظ اوسع رواية واكئر علمأ،
واضد تصرفأ في فنون القول، واكبر استاذية، وإنَ الحسن البصري ابلغ
منهما، وإنَ ابن السماك أبلغ من الحسن البصري، وإن النظر فيما كتب
الغزالي في الإحياء، وابن خلدون في المقدمة، وابن الجوزي في الصيد (1)،
وابن هشام في السيرة، بل والشافعي في الأم، والسرخسي في المبسوط،
اجدى على التلميذ وأنفع له في التادُب من قراءة حماقات الصاحب
ومخرقاب الحريري وابن الأئير.
وكتبتُ في ذلك مراراً، فما التفت إلى ذلك أحد، فيئست منه، حتى
وجدب كتاب ابي الحسن، فإذا هو قد نفض كتب الأدب والتاريخ نفضاً
وحرثها حرئأ، فاستخرج جواهرها، فأودعها كتابه " (2).
لست بحاجة بعد هذه الكلمة الصادقة الاصيلة لأستاذنا علي
الطنطاوي رحمه الله إلى مزيد من القول في بيان اهمية كتاب ابي الحسن
الندوي، ولقد حدثني الأستاذ الطنطاوي مراراً في دمشق ومكة المكرمة
عن اهمية هذا الكتاب وقيمته، واختياره الموفق وفوائده الجمَة للطلاب
والمعلمين والكتَاب!!.
وضع الشيخ الندوي مشروعأ لإعداد منهج دراسي لتدريس اللغة
العربية واَدابها منذ ان عُئن مدزساً في دار العلوم لندوة العلماء سنة 4 93 1 م.
وكا ن نصب عينيه غاية، وهي أن ينشئ في ا لطلاب ذوقأ ادبياً يتذؤَقون به ا للغة
والأدب، فاختار من الكتب والمؤئَفات كما يقول: "هذه القطع الأدبية
الدافقة بالحياة والقوة والجمال، وهي كثيرة وافرة في المكتبة العربية إذا
(1)
(2)
المراد كتابه الممتع (صيد الخاطر).
مقدمة كتاب (المسلمون في الهند) ومختارات من أدب العرب، ص 6.
147