كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل

21 - روائع إقبال
الدكتور محمد إقبال رحمه الله كان من نوابغ الهند وفلاسفتها
ومفكريها، وكان شاعراَ فذَاَ مُفلِقأ، لم تنجب الهند مثله في هذا العصر،
بمزاياه الشعرية والأدبية والعلمية، ومعلوماته الوافية، وقدرته البيانية،
والنهل من المناهل الشرقية والغربية.
درس العلوم الشرقية، وتتلمذ على علمائها وأساتذتها، وارتحل
إلى الغرب ودرس في ألمانية وإنكلترة، وعرف ثفافة الغرب وحضارته
وفهمها وتعفَق فيها بل توغَل فيها، وخرج بمحاسنها ومساوئها، ثم
درسها دراسة مقارنة تحليلية، فشاهدها مادية جاحدة لحقائق الكون،
وأصول الطبيعة وروح الفطرة ا لإنسانية منكرة للروحانية والرئانية والأخلاق
النبيلة والمبادى الحقة والقيم السامية، فأحسق بالخطر، وشعر بالدمار
والخراب المصاحب لهذه المادية البحتة العارية من عقيدة الإله الواحد
الأحد الصمد، والتنكُر السافر لرسالات السماء والأنبياء، وبخاصة
رسالة النبي العربي الكريم عليه الصلاة والسلام.
لأجل هذا كان شعره وكتاباته كلها تركز على هذه المعاني، والتشئع
بها، والتضفُع برسالة الإسلام الخالدة، وبث الخير والفكر السليم والخلق
النبيل، وإشعال ثورة روحية خلقية إسلامية على المادية الغربية والشيوعية
الكافرة بالئه عز وجل.
وكُتب عن محمد إقبال الكثير، وترجم أدبه إلى لغات عالمية منها
149

الصفحة 149