كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل

أما ما كتبه اخونا وحبيبنا الدكتور محمد اجتباء الندوي بعد وفاة
سماحته، ففد كان ثمرة تأثره الشخصي به، وانطباعه عنه بعد ملازمة
طويلة، وأخذٍ عنه، ونَهَلٍ من مَوْرده العذب.
لقد عاش الدكتور اجتباء فترة طويلة بقرب الشيخ، وكانت لأسرته
صلة وثيقة باسرة الشيخ، وذلك من عهد الإمام المجاهد احمد بن عرفان
الشهيد، الذي كان من اقرب أتباعه إليه الشيخ جعفر علي الئقْوي وهو
الجد الأعلى للدكتور محمد اجتباء.
/ لقد قضى الدكتور اجتباء طفولته وعهداً طويلاً من دراسة في بيئة
الشيخ، فعرفه وأحئه، كما احب أمجاد أسرته، ثم تتلمذ عليه وعاش فترة
في ظل تربيته. ولقد صحبه في دمشق أثناء إقامته أستاذاً زائراً في جامعتها
لعدة اشهر، في الخمسينيات من القرن العشرين، ورأى كيف أحبَه علماء
الشام منذ ذلك العصر وكيف قدروا منزلته، وراى حمث الناس وطلاب
العلم العارم له في تلك البلاد.
ثم التحق بندوة العلماء مدزَساً في عهد رئاسة سماحته لها، وعمل
في مختلف المجالات العلمية والدعوية التي رعاها الشيخ رحمه الله.
وقد أتيحت له الفرصة - وهو قريب من الشيخ - لمحاورته، ولطرح
الكثير من الأسئلة عليه، وطلبه معرفة رأيه في أمور وقضايا كثيره، فكان
يجد من الشيخ الاستجابة والتوجه الصادق، والرعاية والحب الأبوي،
وكان يجيبه على جميع أسئلته.
إنَ ما كتبه الدكتور اجتباء عن الشيخ رحمه الله كان ثمرة سنوات
مديدة اتصلت فيها حبالُه بحبال الشيخ، وامتدت إلى زمان طويل سابق بين
أسرتيهما، وكان ثمرة محبة وتتلمذ وإكبار وإعجاب منه للشيخ، وثمرة
عطف وحنان ورعاية من الشيخ تجاهه.
15

الصفحة 15