كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل
المؤلفات، وكتابة المقالات، والإشراف على السير التعليمي والمنهج
الدراسي في دار العلوم ندوة العلماء، ورحلاته وأسفاره كلها كانت
للدعوة، وتربية الشباب وإعداد الجيل0
لم يكن يهفُه العيش الرغيد، والطعام اللذيذ، والفراش الناعم
الوثير، كان يجلس على الحصير، ويأكل الجشب، ويلبس الخشن، ينام
قليلاً، ويسهر كثيراً، كانت حياته كلُّها جهاداَ، وكفاحأ، ومثابرةَ، وثباتأ.
كان جريناً في الحق، ومقداماً في إحقاق الحقِّ وإبطال الباطل،
وصريحاً في تقديم قضئة الإسلام ورسالتِه ومبادئه وقيمه، وقوياً في التكفم
في أمور المسلمين أمامَ الملوك والأمراء والحكَام، ولكن بلين ورفق،
وتهذيب وأدب، وخلق ونبل.
خفَف وراءه مكتبة قئمة زاخرة، ودراسات في قضايا الإسلام
والإنسان، وحلولاً ناجعة للمشكلات والأزمات، ونماذج رائعة في الفكر
والأدب البئاء، وأسوة حسنة مثالية للعمل والسلوك في الحياة، وترك
منهجأ للدعوة وأسلوبها الفريد المثمر في عصرنا هذا.
هذا هو أبو الحسن علي الحسني الندوي الذي سيرى القارىْ في هذا
الكتيب لمحاتٍ من حياته، ونبذاً من سيرتِه ودعوتِه، وتعريفاً بأهم
مولفاته.
ولقد كتبت هذا الكتاب الموجز استجابةً لدعوة دار القلم بدمشق،
ليكون طليعة سلسلتها النافعة إن شاء الله (علماء ومفكرون معاصرون) وأنا
اَمل في إعداد ترجمة موشَعة لشيخنا الجليل تنشرها دار القلم في سلسلتها
الرائدة (أعلام المسلمين).
هذا وقد تمَّ إعداد هذا الكتاب الموجز في فصلين هما:
19