كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل

ورثانيون، اهتدى بهم خلق كثير، وتربوا تربية دينية علمية وخلقية على
معرفة وبصيرة.
وعُرِف عن هذه الأسرة بل صار أمراَ واقعأ ذالْعَ الصيت بأنها لم تخْلُ
في أي عصر من بذور طيبة صالحة أنبتت داعية مجاهدا أو مصلحاَ
مكافحأ، أو عالماَ جليلاَ، قائماَ بالعهد، وفئاَ بالتراث، منافحاَ عن عقيدة
التوحيد وداعيأ إلى الدين الحنيف، امثال الشيخ الرئاني (علم الله الحسني)
الذي تحوَل من (نصير آباد) وجعل مقزَ أسرته على شاطئ (نهرسئ) وبضاحية
مديرية (رائي بريلي)، وسقى المقر (تكيه كلان) (التكية الكبيرة)، وشئد
مسجداَ يثبه الكعبة الشريفة إلا أنه جعل سعته اقل من بيت الله الحرام تكريمأ
له وتعظيماَ، صار فيما بعدُ مركز الإشعاع ومنارَ النور ومنغ العلم والخير
والصلاح والكفاح والجهاد.
وكان من اولاده وأحفاده علماء وأبطال وفتيان وقع عدد منهم
صرعى في معارك الحق والعدل والحرية والدعوة.
وكان من رجال هذه الأسرة: الشيخ (أبو سعيد) وهو أخصنُ
أصحاب الإمام (ولي الله الدهلوي) رحمه الله (1) قام بخدمات جليلة لا
تنسى، والإمام (أحمد بن عرفان الشهيد) الذي خرج داعيأ ومجاهداَ مع
اصحابه، كان من اهدافه السامية وسماته البارزة تقويمَ ا لاعوجاج، وتنقية
العقائد من الشوائب، وإصلاح المجتمع، وتأسيس دولة إسلامية على
(1)
من كبار المصلحين والمجددين في الهند أيام العصر المغولي الأخير، يُراجع
للتفصيل كتاب سماحة الشيخ الندوي رحمه الله (رجال الفكر والدعوة في
الإسلام) الجزء الرابع الذي خضصه للحديث عن ولي الله الدهلوي، وكتاب
المؤلًف (الإمام أحمد بن عبد الرحيم المعروف بإلشيخ ولي الله الدهلوي)
و (الأمير سيد صديق حسن)، ص 0 3 للمؤلف، طبع دار ابن كثير بدمشق.
24

الصفحة 24