كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل
وكان العلأَمة الشيخ (عبد الحي الحسني) رحمه الله عالماً واسعَ
المعرفة، عميقَ المطالعة، طويلَ الباع في الدراسة والبحث، مُكِبَأ على
الكتابة والتأليف، خاشعأ قانتأ صامتأ، مرهوبَ الجانب، سليمَ العقيدة
راسخَ العزم، غزير الإنتاج، كثيرَ العطاء، ورث مكتبة غنيةً زاخرةً، امذَته
باعداد مؤلفات وكتب قيِّمة، منها كتابه (نزهة الخواطر وبهجة المسامع
والنواظر) الذي عُنونَ في طبعته الأخيرة باسم (الإعلام بمن في تاريخ
الهند من الأعلام) تحذَث فيه عن اربعمئة وخمسين شخصية من الهند
ممَلت دوراً حيوياً في ميادين مختلفة من حياة العلم والدين والدعوة،
بأسلوب عربي مبين، إلى جانب كتب ومؤلفات اخرى باللغتين العربية
والأردية، ونشر له المجمع العلمي العربي (مجمع اللغة العربية) بدمشق
كتابين: (الثقافة الإسلامية في الهند) و (الهند في العهد الإسلامي).
وكانت له مواقف مشرِّفة في التعليم والتربية وإعداد المناهج
والمفررات، وكان قد سار في ركب حركة ندوة العلماء المباركة منذ
نشاتها، واختير رئيسأ عافَأ لها، وقادها بحكمة وحنكة، وحافظ على
قيمها واهدافها ورسالتها، فتقذَمت بخطوات وئيدة إلى الرقيِّ والسموِّ
والرفعة، وارتفعت مستويات الدراسة في دار العلوم التابعة لها، فبدأت
تؤتي ثماراً حلوة يانعة.
ولم تشغله هذه المسؤوليات عن تعليم وتربية اولاده، وخاصة ابنيه
العزيزين الدكتور السيد (عبد العلي الحسني) الذي كان قد نال إجازة في
العلوم العربية والإسلامية في دار العلوم بندوة العلماء ودار العلوم
بديوبند، وبرع فيها، ثم اتجه إلى اللغة الإنكليزية والعلوم العصرية،
ووفِّق بالالتحاق بكلية الطب (الحديث) بجامعة لكهنؤ، وكان ينجج في
اختبار (لتسجيل لهذه الكلية الطلبةُ المتفوِّقون وأصحاب الحظوظ، وا لابن
28