كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل

الأصغر وهو شيخنا (ءابو الحسن علي) وكان لا يزال طفلاً صغيراً، اتى به
من القرية إلى مقز عمله في مدينة لكهنؤ، وعئن له مدرساً يتلقى منه دروساً
أولية، وأشرف على تعليمه خاصة.
ولكن وقع حادث مفاجئ فقد اصيبَ العلأَمة السيد (عبد الحي
الحسني) بمرضٍ دام ساعات، ثم لقي على اثره ربَئ عز وجل، وذلك في
يوم الجمعة في 5 1 من جمادى الَاخرة سنة 1 134 هالموافق 2/ فبراير
(شباط) عام 923 1 م، وكان الشيخ الندوي في السنة التاسعة وأشهر من
عمره، فأصيب باليتم، وما بقي له عائل ولا كفيل، إذ كان اخوه الأكبر في
السنة الأخيرة من دراي هته للطب، فتولَت الأم الفاضلة السيدة (خير النساء)
تعليمه وتثقيفه وتربيته وكانت تحفظ القرآن الكريم، وتتثقف بثقافة عالية،
أئَفت كتابأ لتوجيه ا افتيات والنساء وتعليمهن باسم (حسن المعاشرة)
وكتابأ اَخر لتعليم الشؤون العائلية والطبخ والطهي وتربية الأولاد خاصة
باسم (ذائقة) وكانت تقرض الشعر، فجمعته باسم (باب الرحمة) يحتوي
على: الحمد دثه، وتوحيد الباري عز وجل، ومدائح النبي!، ويشتمل
على توجيهات رشيدة وابتهالات وأدعية كريمة لابنها الوليد الحبيب
أبي الحسن علي: تتضزَعُ إلى الله، وتقول:
"إلهي! يعيش ابني عليئ في الدنيا في حفظك وامانك ورعايتك،
ويستنيرُ به سراجُ العالم ومصباحُ الكون، ويخصب ويخضر به بستان
العالم، رئاه! استجب دعوتي فأنتَ المجيب، اجعل (علتأ) فرحأ فخوراً ذ ا
حظوة ونصيب "، في قصيدة طويلة بدموع وبكاء.
وكان لهذه الأدغية تأثير كبير في حياته ونور وربانية في سيرته.
وكان قد ازداد. حئها وحنانُها وشفقتها على ابنها الصغير بعد وفاة
الوالد رحمه الله تعالى، وبذلت عناية زائدة واهتماماً كبيراً بتعليمه وتربيته
29

الصفحة 29