كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل

الداعية المؤمن المعاصر، وما العوامل والوسائل التي تكفل جهوده
ومساعيه بالنجاح والتوفيق، كان يفكر ويصمم، ويرشد ويوجه، وينير
السبل ويضيء الطرق.
كان هو نفس الأخ الذي لم يكن يلتفت إلى شقيقه الأصغر ايام حياة
الوالد الجليل، كان مكبَاَ على دراسته، ومنهمكاَ في إعداد دروسه،
والنجاح في فحوصه، واختباراته، فإذا به يتحوَل بعد وفاة الوالد حبَاَ
وشففة ورحمة وحرصاَ شديداَ على رعاية شقيقه الصغير أبي الحسن علي،
وتعليمه وتربيته، ونمؤه ونشأته نشأة صالحة مثالية، وكزَس جهوده كلها
على الأهداف والغايات النبيلة السامية التي كانت تنشدها أمه، وتبتهل إلى
الله، وتدعو له صباح مساء، فالتزم التزامأ شديداَ بالأمور التالية:
1 - الاهتمام بالصلوات الخمس، وتأديتها مع الجماعة على
مواعيدها.
2 - احترام الكبير مع التواضع والإيثار والشفقة على الصغير
ومساعدته.
3 - المنع من مجالسة المستخدمين وزملاء السوء، واختيار رفاق
الخير، والجلوس مع الصالحين.
4 - الحظر على قراءة الروايات والقصص والمسرحيات غير
المجدية.
5 - المطالعة والقراءة للكتب والرسائل البئاءة الصالحة.
كان الأخ الشفوق المحمث الدكتور رحمه الله تعالى يراقب أخاه
الصغير في هذه الأمور مراقبة شديدة، ويسهر عليها بوعي وتيقُظ، ويختار
الكتب بنفسه، ويولمجهه إلى مكتبة الوالد الغنية، التي ورثها من اَبائه، وزاد
فيها وأثراها بمؤلفاته ومؤلفات العلماء الأفاضل من الهند وبلاد العرب
32

الصفحة 32