كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل

والإسلام، وقذَم له أول كتاب ليقراه وهو (سيرة خير البشر)، ثم قرأ بنفسه
كتاب (رحمة للعالمين) للقاضي سلمان المنصورفوري، فوجد للكتابين
هوَى في نفسه، وكان لهما تأثير عميق في حياته ونشاته وتربيته، وقد
اثبتت التجارب ان السيرة النبوية إذا وجدت مكانأ أولياً في قلب الطفل
الغفق الطري تأتي بالعجائب، وتجعله مؤمنأ صادقاً، صحيج العقيدة،
نبيل الخلق، داعية مخلصأ، قائمأ بنشر رسالة الإسلام، ورفع كلمة الله
العليا.
وبدا الدكتور يُهئئ له جوَّاً ملائماً، وبيئة صالحة متزنة هادئة، لأنهما
(الأم والأخ) أرادا أن يُعدَّاه (بمشيئة الله وقدره) تحت رعايتهما رجل الغد،
وشخصية المستقبل، وقائد المسيرة، وعالم الأمة، ومرئي الأجيال،
وداعية الأمة الحكيم على منهج النبوة وسير الصحابة وطريقة السلف
الصالح رضي الله عنهم.
نشا الشيخ الندوي وترعرع في هذا الجؤ الإيماني، والبيئة العلمية
الثقافية الخلقية المتَزنة المتوازنة، ملؤها حمث الأم الحنون، بصرامة
المربية العالمة الحازمة المتقدة بنور الإيمان، والدعوة والجهاد والكفاح،
وتعلوها ظلال عقلية الشقيق الوارفة، المؤمنة المفعمة بعلم وبصيرة
نافذة، وحكمة وحنكة وثقافة جامعة شاملة، بر افة وشففة وود وإخلاص،
وعلى هدي الإسلام وسيرة الأسرة الكريمة العلمية الداعية المجاهدة
الوفئة للدين والوطن والسعي لصلاح ا لأمة وفلاح الشعب وخير الإنسانية،
فلم يغفل لحظةً، ولا طرفة عين عن هذه الغايات المنشودة، وكانت لهذه
النشأة الصالحة والتربية المؤمنة ثمارٌ يانعة ونتائج حسنة، ومنجزاتٌ عظيمةٌ
ضخمةٌ، وتراث قيم غالٍ، كما سنرى في الصفحات القادمة بإذن الله.
*بم!
33

الصفحة 33