كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل

وادابها، وقرؤوا عليه عدداَ من المصادر العربية، وانتفعوا منه كثيراَ. وكان
الدكتور الهلالي من علماء اللغة الأفذاذ الفلائل، يقدر على التحدث
بالعربية الفصحى بدون شوائب من العامية، وقد رايته في بغداد ودمشق
والمدينة المنورة خطيباَ مصقعاَ، ومتحدثاَ قديراً بارعاَ، كالنبع المتدفق
السلسال للبيان العربي والإعجاز اللغوي لا نظير له.
الدراسة العليا المنتظمة:
والتحق الأستاذ الندوي طالبأ منتظمأ بدار العلوم ندوة العلماء،
وقرا على محدث العصر فضيلة الشيخ (حيدر حسن خان) تلميذ العلأَمة
الشيخ (حسين بن محسن الأنصاري) (الصحيحين): (البخاري) و (مسلم)
و (سنن الترمذي) و (أبي داود)، وشيئأ من (تفسير البيضاوي) في التفسير،
وبعض سور الفرآن الكريم، وأقام عنده عامين، اعطاه إجازة في الحديث
النبوي بخط يده لصلته الوثيقة به، وعنايته الزا ئدة بشأنه وذلك سنة 9 2 9 1 م.
وفي خلال إقامته في دار العلوم ندوة العلماء قرا بعض أبواب الفقه
على الشيخ (شبلي) الفقيه، ومن هنا ارتحل إلى دار العلوم ديوبند ليتلقَى
دروس الحديث النبوي من شيخ ا لإسلام (حسين احمد المدني) الذي كان
من كبار زعماء حركة الاستقلال في الهند، وكانت له مع اخيه الدكتور
(عبد العلي الحسني) ومع أسرته صلات وديّه متينة، وكان شيخهم
ومرشدهم.
وتلقَى بعض دروس الفقه على الشيخ الفاضل (إعزاز علي) وكان
الخواجه (عبد الحي الفاروقي) مدير الشؤون الدينية في الجامعة المليّه
الإسلامية (دهلي) اَنذاك، نزل ضيفاَ على أخيه، فاخذ منه دروساَ في علوم
القرآن وتفسير بعض السور.
وأخيراً تتلمذ على أكبر عالم لعلوم الفران وتفسيره، وهو شيخ
36

الصفحة 36