كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل
التفسير (أحمد علي اللاهوري)، وكانت له مفزَرات خاصة، ودراسات
عليا متخصصة للمتخرِّجين في المدارس والجامعات الإسلامية في الهند،
وذلك في عام 932 1 م، واستفاد منه في علوم القرآن وتفسيره كثيراً جداً،
واستانس به، وانسجم معه في الفكر والمبادى والقيم، فبذل مجهودات
ضخمة في النهل من منهله الرثاني الصافي النقي وفاز في الامتحان النهائي
بامتياز لفت أنظار العلماء والممتحنين الأفاضل.
وكان قد زار الاهور) قبل ذلك في سنة 929 ام بدعوة من عمته
المقيمة في هذه المدينة مع زوجها العلأَمة السيد (محمد طلحة الحسني)
وكان استاذاً في الكلية الشرقية بلاهور، وكان الشيخ الندوي في الخامس
عشر من عمره، وكانت قد نشرت له بعض المقالات والترجمات في اللغة
العربية، وكان الشيخ الحسني يعتزُ بتلميذه الصغير السن، فكان يأخذه معه
لزيارة الأماكن الأثرية التاريخية في لاهور وهي مدينة تاريخية باثارها
الإسلامية والحضارية وكانت مدينة الفكر والعلم والثفافة والأدب،
وموئل الجماعات والجمعيات والأحزاب السياسية والاجتماعية، ومقزَ
الشخصيات البارزة من العلماء والصالحين والأدباء والشعراء وزعماء
الإصلاح، وقادة حركة ا لاستقلال للوطن من ا لاستعمار الإنكليزي.
ووضع العلأَمة الشيخ (محمد طلحة) برامج لقاءات للسيد الندوي
ولمفابلة الشخصيات البارزة، فراففه مزَة إلى الكلية، وعزَفه بسعادة عميد
الكلية السيد (محمد شفيع) وكانت له هيبة وجلال، إذ كان من خبراء
التعليم الأفذاذ، ذي مواهب وكفاءات نادرة، يتقن لغات عديدة، منها
الإنكليزية والعربية، وقال له: إنه ابن أخي، يدرس اللغتين العربية
والإنكليزية، وانا اريد من سعادتكم ان تختبروه، وتشيروا عليه: اي لغة
منهما يختار في دراسته المستفبلية فأجابه: ليس هكذا، تعالوا غداً إلى
منزلي لتناول العشاء، ويأتي التلميذ العزيز بمقالاته في اللغتين، أقرؤها ئم
37