كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل
أقرر ماذا يقرا ويعمل. فاستغرب الحاضرون هذ 5 الدعوة والاهتمام
الكبير، لأن سعادة العميد لم يكن يدعو إلى منزله احداَ، ولا يقابل احداً.
وفي يوم الغد حضر الشيخ (محمد طلحة) ومعه الشاب (ابو الحسن
الندوي) إلى منزل الشيخ محمد شفيع عند العشاء، وبعد قراءة عميقة
فاحصة لمقالات الشاب (الندوي) وبعد توجيه بعض الأسئلة له، اشار
على الطالب الصغير بأن يختار اللغة العربية، لأنه سيبرز فيها، ويمتاز
ويتفوَق. . وهكذا كان!!
ولقي شاعرَ الإسلام الدكتور (محمد إقبال) وتحدَث معه، وعرض
عليه ترجمته لقصيدته (الفمر) باللغة العربية، فأعجب به واستغرب، وبدا
يُلفي عليه أسئلة حول اللغة العربية، والمصادر العربية والأدباء والشعراء
العرب قديماً وحديثأ، فردَ عليه ردَاًاطمأن إليه الدكتور رحمه الله، واذن له
فنقل قصائده إلى اللغة العربية، وشجَعه على ذلك، وكانت هذه هي النواة
الأولى لأحاديثه عن (إقبال) في القاهرة ودمشق ومكَة المكزَمة والمدينة
المنوَرة، ونشر كتابه الميّم ذائع الصيت (روائع إقبال) فيما بعد.
كانت اسرة سماحة الشيخ الندوي كما عرفنا أسرة علمية دَعَوية
إصلاحية، تمَسم بالإحسان والسلوك والتزكية، وتتحفَى بالربانية
والروحانية، فلم يغب عن بال شيخنا الندوي رحمه الله هذا الجانب
الروحي، فكان يحضر مجالس الصالحين المربّين، وكان منهم استاذه
الشيخ (احمد علي اللاهوري) وشيخه المرشد (غلام محمد) الذي كان
من كبار الرئانيين في ذلك العصر، ثم قويت صلاته تقوية لهذا الجانب
بالشيخ التقي الصالج المربّي الجليل سيدنا عبد القادر الرائي بوري، وترئى
بإشرافه. وكان يتردَد إلى مجالس الصالحين والعارفين والرتَانيين،
ويتمتعَ بنفحاتهم القدسية ودعواتهم، ويتزؤَد منهم في كتاباته ورحلاته
38