كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل

عمل ودعوة
أمضى الشيخ الندوي بعد إتمام دراسته المنتظمة ثلاثة أشهر في
مدينة الاهور) تلبية لطلب شيخه السيد (احمد علي اللاهوري) أستاذ
التربية والتزكية، وعاد بعدها إلى مدينة الكهنؤ) حيث كانت (دار العلوم
ندوة العلماء) وكان قد بلغ العشرين من عمره، فأحمث أن يعكف على مزيد
من المطالعة والدراسة والبحث تحت إشراف أخيه الشفوق الفاضل،
ورعاية أمِّه الحنون التقتة الصالحة.
وكان مدير الشؤون التعليمية (معتمد تعليم) بندوة العلماء هو
العلأمة (السيد سليمان الندوي)، فتفزَس فيه مواهب وقدرات وكفاءات
تؤهله للتدريس والإفادة والتوجيه للطلبة، فعئنه بقرار من المجلس!
التعليمي أستاذاَ لعلوم القراَن وتفسيره والأدب العربي، فباشر العمل في
دار العلوم اعتباراَ من أول أغسطس عام 934 1 م وبقي عضواً لهيئة التدريس
فيها مذَة عشر سنوات، فكان خيرَ مدرّس، وخير موبحه، وضع منهجاً
دراسيأ مبتكراً، واختارَ طريقأ جديداً للتدريس، ولم يتبع الطرقَ الرائجة،
ولم يطبى سياسة التعليم التي عهدها في حلقات دروس اساتذته تمامأ،
وجعل تلاميذه يتذؤَقون المواد الدراسية، ويتلاءمون معها وينسجمون.
ونفذ مع بعض زملائه في التدريس الطريقة المباشرة لتعليم اللغة
العربية، وكان ناجحأ وموفَّقأ، واختبر رئيسُ ندوة العلماء الطلاب بنفسه
فوجدهم متفوقين ناجحين، فأثنى عليهم ثناءً مشجِّعأ، وتحلًق حوله
الطلبة، واحئوه وآثروه.
40

الصفحة 40