كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل

وكان صديقه الحميم وزميله العزيز الشيخ (مسعود عالم الندوي)
يسأل الطلبة الذين يدرسون في فصله عن تدريسه التفسير خاصة، فيخبرونه
بأنه استاذ ناجح وقدير، ولكنه لو استزاد في المعلومات والرجوع إلى
مصادر علوم القراَن لكان النفع اوفر واشمل، فلفت نظره إلى ملاحظة
الطلاب هذه، وكان اكثرهم اكبرَ سئأ منه أو مثله في العمر، فبدا يطالع
ويتعمَق في درايسة علوم القراَن وتفسيره والاكللاع على الكشوف
وا لاستطلاعات الحديثة والمعلومات الجديدة في الموضوع.
وفي هذه الفترة صدرت صحيفة عربية اسمها (الضياء) لسان حال
ندوة العلماء، فساهم في تحريرها مع زميله الكريم الشيخ (مسعود عالم
الندوي)، وشارك في تحرير مجلة (الندوة) التي صدرت من جديد، وراس
تحريرها فترة من الزمن، وكانت تنشر له كلمات ومقا لات في صحيفتين:
العربية والأردية، ونشرت له أول مفالة في اللغة العربية عن الإمام (أحمد
ابن عرفان الشهيد) التي استفاد في إعدادها من مقالة قئمة نُشرت في اللغة
الأردية لفت نظره إليها شقيقه الفاضل الدكتور (عبد العلي)، وأرسلها
فضيلة الدكتور (تقي الدين الهلالي) إلى صحيفة (المنار) في مصر سنة
1931 م، فأعجب بها الشيخ (السيد رشيد رضا) ونشرها بعد ذلك في
رسالة مستقفَة بإذنه، وكان لها صدى في الأوساط العربية في مصر، ثم
تتابعت المقالات والرسائل والكتب التي بلغت نحو مئتين، ما بين صغير
وكبير، وسنتحدث عنها في الفصل الثاني بإذن الله تعالى.
زواجه وإقامته في حرم ندوة العلماء:
كانت الوالدة الحنون تنتظر تخزج ابنها الباز (ابي الحسن علي)
وتوجمفه، لتؤدي واجبها، وتفرح بأمنيتها كا لأمهات ا لأخريات بعقد قرانه،
وكانت قد اتففت مع شقيقها السيد (احمد سعيد الحسني) ليزوجه ابنته
الصالحة الطيبة، وهي حفيدة الشيخ الصالح الرباني الجليل (السيد ضياء
41

الصفحة 41