كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل

النبي الحسني) وبنت بنت السيد (عبد الرزاق كلامي) صاحب (صمصام
الإسلام) ترجمة (فتوح الشام) للواقدي شعراَ، وكان الاهتمام كبيراَ بهذا
الزواج من قبل أخيه الأكبر الدكتور (عبد العلي) رحمه الله، فقد التمس
من فضيلة الشيخ المحدِّث (حيدر حسن خان) عميد دار العلوم ندوة
العلماء بأن يخطب خطبة الزواج، وأقام مأدبة فاخرة بالمناسبة لثلأَ يشعر
بفقدان والده، وكان قد رعاه كالوالد، وغشيه حتأ ورأفة وشفقة، وتهفلت
وجوه الناس بهجة وغبطة وسروراَ.
ونقل الأستاذ الندوي بعد زواجه عائلته الصغيرة التي تضئمُ الوالدة
وقرينته وأخته إلى بيت صغير متواضع في سكن دار العلوم، ولكنه لم يبقَ
فيه طويلاَ، لأن أخاه الأكبر لم يسرّه بأن يبتعد عنه إلى بيت اَخر.
وبقي الأستاذ الندوي يدزس في دار العلوم ندوة العلماء، وكان
جوها ملائمأ، وموافقاَ لعقليته وفكره، وينسجم مع شعوره وأحاسيسه،
وعواطفه ورسالته، وكان قد رزق أساتذة وزملاء يتَحدون في الأفكار
والنظرات والاتجاهات والميول والأهداف والرسالة التي كانت حركة
ندوة العلماء قد تبئتها، وخطت خطوات وئيدة في نشرها وبئها في الأوساط
العلمية والفكرية والدينية في الهند. يقول الأستاذ الندوي:
"ورغم قفَة علمي وقصر باعي، وحالتي المتواضعة، كان من
مقتضيات تلك الفترة من العمر ان يكون هناك انسجام بيني وبين طبيعة
ندوة العلماء الفكرية والدينية، والثقافة التي تمثلها وتحمل لواءها،
ولذلك لم أضطر لتكيفي مع هذه البيئة، ووضع نفسي في مكانها اللائق
فيها إلى هجرة عقلية، أو رحلة ذهنية طويلة، بل شعرت كأنني انتقلت من
حجرة او زاوية في البيت إلى زاوية أخرى.
وقد كان من الأسباب وراء ذلك أيضأ انني نشات من البداية النشأة
العقلية والعلمية في جوِّ ندوة العلماء وفي ظلها، وقد تلقَفتْ أذني من
42

الصفحة 42