كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل
وحقَأ أدَى بدارسي وطلبة هذا المنهج والمقزَر إلى أنهم لم يكونوا
يقدرون على إبداء ما يجيش في صدورهم من خواطر وافكار في هذه اللغة
الكريمة، وقد قال عنهم أحد كبار العلماء الهنود: بأنهم يعرفون عن اللغة
العربية كثيراً ولايعرفون اللغة العربية! لأجل هذا جعل الدعاة والمؤسسون
لحركة ندوة العلماء بالهند من أهدافها الأساسية تعليم اللغة العربية كلغة
حية متدفِّقة بالحيوية وخصوبة الفكر، وزاخرة بالأدب الرفيع والثقافة
العالية، وعنوا بها كثيراً، ولكن مضت فترة لم تتهيا لهم مقررات ومناهج
مجدية ومستقلة مع إنشاء دار العلوم كنموذج مثالي لها.
ولمًا تسفَم رلْاسة ندوة العلماء الدكتور (عبد العلي الحسني) رحمه
الله، وكان قد نهل من المناهل الفديمة والحديثة، وعرف مطالب العصر
وحاجاته، وأيقن بأن اللغة العربية هي لغة المستقبل ولغة العلم ولغة
الدعوة، فلا بذَ من العناية بها وإتقانها ونيل الفدرة التعبيرية فيها كتابة
وحديثاً، وكان العلأَمة السيد (سليمان الندوي) رحمه الله يشعر بمثل
ما يشعر به الدكتور الكريم ويقدر، فاتفق هوى نفوس هؤلاء القائمين على
إنعاش الروح العلمية والأدبية في حرم دار العلوم، فاهتموا بها.
وحالفهم الحظُ بأن انتخب من بين الأساتذة الأكفاء سماحة الشيخ
أبي الحسن علي الندوي مدزَساً للتفسير والأدب العربي، وكان قد قرا
على أستاذين عربيين هما: الشيخ (خليل اليماني) والدكتور (تقي الدين
الهلالي)، واكتسب منهما التذؤُق الأدبي والفدرة البيانية والتعبيرية في
اللغة، وكان قد ورث من اَبائه التعبير بواسطة اللغة والأدب، إعداد الجيل
الناشئ للمكارم والماثر والاداب الزكية الطاهرة والأخلاق النبيلة، فألقى
نظرة على المناهج والكتب الدراسية العربية والمصرية خاصة، وكانت
جيدة، ولكنها كانت تحتوي على التقاليد والأعراف والظروف والأوضاع
وا لأوساط التي أثَفت فيها هذه الكتب، فلم تكن تفي بحاجة الطلبة الهنود،
45