كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل
ولم تكن تسترعي انتباههم، لأنها لم تكن مألوفة ومعروفة عندهم، والإنسان
بطبعه مجبول على ما يشعر ويرى ويشاهد، فعقد العزم على تطوير اللغة
والأدب العربي، وإعداد منهج ادبيئ مفيد للطلبة الكبار والصغار، نظراَ لما
كانت حركة ندوة ا لعلماء ترى وتحلم.
كتب الشيخ الندوي رحمه الله يقول:
"وكانت ترنو (ندوة العلماء) إلى تعليم اللغة العربية كلغة حئة نابضة
يخاطب بها العرب انفسهم، وتكون وسيلة الدعوة الإسلامية فيهم، وتُنشئ
في طلاب المدارس العربية وخريجيها ملَكَة الخطابة والإنشاء والتحرير،
وقد انشأت هذه الحركة لأجل هذا الغرض، ولتحقيق هذه المشاريع
والخطط، وعرض نموذج حي لذلك أمام المدارس الإسلامية في الهند دار
العلوم المركزية التابعة لها في لكهنؤ عام 312 اهباسم دار العلوم ندوة
العلماء" (1).
وبما ان سماحة الشيخ رحمه الله كان يدزلس الأدب ا لعربي، فبد أ بإعداد
مجموعة من النئر من العصر الإسلامي الأول إلى العصر الحديث في جزأين
ائنين باسم (مختارات من أدب العرب)، تلقَّاهما الناس بالقبول وحظيا
باختيارهما في المقررات الدراسية في بلادنا والبلاد العربية وبلاد الثام
بخاصة، كما حكى أديب العربية الكبير والمفكر الإسلامي العظيم الأستاذ
علي الطنطاوي رحمه الله. يقول الطنطاوي: " إذا كان الدليل على ذوق الأديب
اختياره، فحسب القزَاء أن يعلموا أننا عرضنا من أمد قريب كتب المختارات
الأدبية لنتخئر واحداَ منها نضعه بين أيدي تلاميذ الئانويات الشرعية في الئام،
وذهب كل واحد من أعضاء اللجنة - وكفُهم من الأدباء - يبحث
ويفتش، فعدنا جميعاَ وقد وجدنا أن أجود كتب المختارات المدرسية
(1) في مسيرة الحياة: 1/ 39 - 0 4.
46