كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل
ويخصب به ويخضزَ التراب والأرض وبساتين الدنيا، ويتنوَّر مصباح
العالم وسراج الدنيا، وتتَقد جمرات القلوب، وشمود الإسلام والسلام
والوفاق والوئام في كل ناحية من نواحي الدنيا" (1).
تقئل الله دعوات أمه، وتحقفت أحلامها، وامنيات أخيه الدكتور
عبد العلي، بإذن الله وتوفيقه.
كان قد خرج عام 939 ام برحلة استطلاعية إلى مدن البلاد وجوانبها
البعيدة الشاسعة، وتعزَف على أمكنة ومراكز ومؤسسات دعوية ودينية
وعلمية وشخصيات، تأثر باثنتين منها خاصة، وأعجب بهما كثيراً، وقويت
صلاته معهما، واستفاد منهما وترئى عليهما إلى أن وافاهما الأجل، وهما
الشيخان الجليلان: الشيخ الرئاني المرئي عبد القادر الرائي بوري، والداعية
الإسلامي المخلص الشيخ محمد إلياس رحمهما الله تعا لى، فتلقَى من الأول
ا لتربية ا لروحية الرئانية ومن ا لثاني: ا لدعوة وا لإصلاح.
وكان قد تأثر بكتابات الداعية الإسلامي والمفكر الكبير العلامة
السيد ألى الأعلى المودودي رحمه الله، ودعاه إلى ندوة العلماء، ونبَم له
محاضرات وأحاديث، وتوثقت معه صلات متينة، يجتمعان في الهند
وباكستان، ويشتركان في الندوات والمؤتمرات في البلاد العربية، وفي
اجتماعات رابطة العالم الإسلامي بمكة المكزَمة، وجلسات الجامعة
الإسلامية بالمدينة المنوَرة، وكانا عضوين فيهما، وكان يثني على ما قام به
السيد المودودي من إعداد مجموعة طيبة ونخبة ممتازة من الكتب والشباب
انتفع بهم العرب والعجم ولا يزالون.
ولكنه لم يستطع أن ينسجم معه في بعض آرائه ومنهج دعوته، وكان
(1) مترجمأ من مجموعة شعرها (باب رحمت)، صه 2.
53