كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل
الشيخ الندوي بطابعه الرباني الجامعي الشامل لا يطمئن ولا يسكن إلى
التحزُب والحصر في تجفُع ضيِّق محدود مقئد، وكان يريد أن تكون
الدعوة والعمل الإسلامي متوافقأ ومتلائمأ بين الجميع، ويكون الولاء
والوفاء للإسلام، وللأسلام وحده.
انقطع سماحة الشيخ رحمه الله إلى الدعوة، واصطنع لنفسه منهجأ
لها متاسِّيأ برسول الله مج! ي! وأصحابه الكرام رضي الله عنهم، فقام مع
جماعات من الدعاة برحلات دعوية في المدن والأرياف والقرى في الهند،
وخرج بمثل هذه الرحلات إلى البلاد العربية: الحجاز ومصر والسودان
وبلاد الشام: سورية والأردن وفلسطين، وسجَل لقاءاته وانطباعاته في
مذكراته (مذكرات سائح في الشرق العربي) وفي مؤلفاته الأخرى، وألقى
محاضرات وخطباً وأحاديث في الاجتماعات والندوات والحفلات، كلها
دعوية إ صلاحية.
وأقام في مصر نحو ستة أشهر، وكا ن كتا به (ما ذا خسر ا لعا لم با نحطاط
المسلمين؟) قد طبع في القاهرة، فعُرف في ا لأوساط الدينية والدعوية
والعلمية، والتقى بقادة الجماعات والجمعيات، وكبار المشايخ والعلماء
وا لأدباء، ورخَب به الجميع ونظموا له محاضرات واجتماعات وأحاديث،
فألفى محاضرة في دار الشبان المسلمين بعنوان: (الإسلام على مفترق
الطرق) والثانية بعنوان: (الدعوة الإسلامية وتطوراتها في الهند)، ودعته
دار العلوم لإلقاء محاضرة فكان موضوعها: (شعر إقبال ورسالته)، وألقى
حديثاً آخر عن الدكتور محمد إقبال بدعوة من جامعة فؤاد الأول (جامعة
القاهرة) بعنوان: (الإنسان الكامل في نظر الدكتور محمد إقبال)، واقام
الرئيس العام لجمعيات الشبان المسلمين حفلاً لتكريمه، فألقى فيه
محاضرة قيِّمة، وكانت الدعوة توخه إليه من قبل الجهات المختلفة
فيتحدث فيها ويلقي المحاضراب، وكثيراً ما كان يلقي في اليوم الواحد أكثر
54