كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل
من محاضرة وحديث.
وعقد الكاتب الكبير والداعية المفكر الشهيد مميد قطب ندوة في
منزله حول كتابه (ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟) وكانت دَعَوية
علمية حافلة، ونشرت له رسالته في هذه الفترة (اسمعي يامصر) فعفق عليها
سيد فطب رحمه الله: "قرأتُ اسمعي يامصر وياليت مصر قد سمعت!.
وزار المدن المصرية الأخرى وبعض الأرياف، ورافقه في هذه
الزيارات فضيلة الشيخ الداعية محمد الغزالي رحمه الله، وكان فضيلة
الدكتور العلامة يوسف الفرضاوي حفظه الله إذ ذاك طالباً في الجامع
الأزهر، وكان خطيبأ في جامع قريته، فدعا سماحة الشيخ الندوي رحمه
الله إلى قريته، وطلب منه إلقاء خطبة الجمعة، وتجوَّل معه في القرية
لدعوة الأهالي للصلاة في المسجد والاستماع لحديثه، وبات مع الشيخ
الليلة في المسجد.
ورغب سماحة الشيخ ان يجتمع مع شباب الإخوان المسلمين،
فعقدوا حفلة كبيرة القى فيها محاضرة بعنوان: (اريد ان اتحدث إلى
الإخوان) وكانت له معهم لقاءات واحاديث في بيوتهم في مجالس خاصة،
لأن (جماعة الإخوان) كانت قد حُفَت بعد اغتيال الإمام حسن البئا رحمه
الله، وحظر على الإخوان النشاطات وأعمال الدعوة وطوردوا، وقتلوا
وزجوا في السجون.
وكان سماحة الشيخ منذ ان سمع عن الإمام البئا وجماعته وقرا عنها
في الهند، كان شديد الشوق إلى التشزُف بلقاء الإمام حسن البنا رحمه الله
والاستفادة منه، ولم يخرج من الهند إلى اي بلد عربي إلا للحج عام
1367 هـ- 1947 م، وكان الإمام رحمه الله يشهد الموسم للدعوة
واللقاءات، ولكنه لم يستطع ان يحضر هذا الحجّ لأسباب قاهرة، ولمَا زار
55