كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل

وكانت اهم محاور الدعوة: المسجد، والمنهج التعليمي،
والكتاب، والسلوك الاجتماعي، ويعتبر منهج الشيخ الندوي في الدعوة
مدرسة متميزة قائمة بذاتها، بعيدة عن التحزب والتعصُب الذي سقط فيه
الكثير، تؤثر خُلُق السماحة واليسر على مسالك التشدُد والتحزُج،
عنوانها: الاحتساب والترفع عمَّا في أيدي الناس، وهو مستمدٌّ من مقالة
الأنبياء جميعأ: "ما أسالكم عليه من أجر إن أجري إلا على رفيَ العالمين"
وبذلك تثير الاقتداء، وهي بلا شذ من مدارس العمل الإسلامي الجديرة
بالدراسة وا لانتفاع.
درس سماحة الشيخ الندوي الظروف والملابسات في العالم
الإسلامي وفي الهند بخاصة دراسة عميقة واعية، فخرج بمنهج أفضل
وأصلح واجدى للدعوة هو: " التركيز على وصول الإيمان إلى الحكام،
وتبئيه لقضية الإسلام، بدل التركيز على وصول جماعة مؤمنة إلى كراسي
الحكم " (1)، وتخمرت له هذه الفكرة بتجربة الإمام أحمد السرهندي في
الهند الناجحة الذي حؤَل الوضع المنذر بالفضاء على الإسلام أيام
الامبراطور المغولي جلال الدين أكبر إلى وضع سليم قويم، بحيث اعتلى
العرش ملك مسلم ملتزم غي! ر (اورنغ زيب عالمكير) الذي اعتبر سادس
الخلفاء الراشدين.
ويقول عن الداعية الذي يسير على طريقه هذا: " أنا اؤمن بأن الداعية
المخلص لا يكون داعية إلا إذا كان ملهماً مؤئداً من اللّه، فكانوا يراقبون
الدولة، ويراقبون اتجاهاتها وميولها، ويرون هل المجتمع الإسلامي إلى
(1)
وكتاب (منهح افضل في الإصلاح).
فقه الدعوة، ص 4 1.
68

الصفحة 68