كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل

وبهذه القدرات المتنوعة، وبتوفيق من الله عز وجل استطاع أن يقدم
مكتبة غنية زاخرة، وخدمات عظيمة ضخمة، وأعمالأ جليلة نافعة، تلفتها
الأمة بالقبول.
بلغ ذروة المجد والكرامة، وقفَة الفبول والشهرة والحمب
والتكريم، إذ فاجأ 5 مرض مُضْني هو الجلطة (الفالج) بالجانب الأيىت من
جسده المبارك، فأصيبت اليد اليمنى واللسان، وذلك في اليوم السادس
عشر من شهر آذار (مارس) عام 999 ام، وبلغ النبأ بسرعة كلَ بقعة من
بقاع الأرض، وارتفعت الأيدي للتضزُع والابتهال إلى الله عز وجل
لشفائه، وفي الحرمين الشريفين خاصة، وتحفَق حوله الأطباء الحاذقون
الأخصائيون، وحؤَلوا مقزَه إلى مستشفى صغير، لأن سماحة الشيخ لم
يرضَ بأن ينتقل إلى مستشفى أهلي أو حكومي، وتحشَنت صحته بعد
علاج مركَز وخدمات طبية تخضُصية، ولكن أنهكه هذا المرض، واشتدَ
الضعف والإرهاق ونشأت أمراض أخرى، أقلقت بال أفربائه وتلاميذه
ومحبيه والمسلمين وغيرهم من عارفي فضله.
وبدا الشيخ يشعر بقرب أجله، فكان يلتمس من كل غاد ورائح
ا لدعاء بحسن ا لختام، ويردد: اللهم لقاؤك، ا للهم احسن خواتيم اعما لي.
دام المرض نحو تسعة اشهر في أمل ويأس، وذهبتُ إليه قبيل شهر
رمضان، فرحَب بي، وبدأ يتحدث كعادته كلما أجلس عنده، عن دمشق
وعن الشهور الئلاثة التي قضاها فيها أستاذأ زائراً في جامعة دمشق لإلقاء
محاضراته عن (رجال الفكر والدعوة في الإسلام) وقال: إنها من أحلى
الأيام في حياتي، ودعا لها ولأهلها بالخير والأمن والسلام والوئام.
وسالته: مَنْ مِن الشخصيات المعاصرة إعجبتم بها؟ فأجاب:
الإمام حسن البئا، والدكتور مصطفى السباعي والأستاذ محمد المبارك،
72

الصفحة 72