كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل
ومن اعلام هذه الحركة المه اركة الأستاذ أبو الحسن الندوي مؤلف
هذا الكتاب، فهو عالم مصلح وداعية مخلص، دأب منذ اَتاه الله العلم،
على الدعوة إلى الله بفلمه ولسانه وبرحلاته الدعوية إلى اقطار العروبة
والإسلام، وبجولاته الموفقة في ايحادين الدعوة، حتى إنه اليوم ليُعذُ من
أبرز اعلام الإسلام والمصلحين في ا ديار الهند، وله تلاميذه المنتشرون في
كل بلد، وله كتبه ومؤلفاته التي تتميز بالدفة العلمية، وبالغوص العميق
في تفهُم اسرار الشريعة، وبالتحليل الدقيق لمشاكل العالم الإسلامي،
ووسائل معالجتها، عدا ما يمتاز به من روح مشرقة وخلق نبوي كريم،
ومعيشة تذكرك بعلماء السلف الصالج في زهده وتقشُفه وعبادته وكرامة
نفسه " (1).
تعريف موجز جامع، وتحليل واقعي دقيق بقلم شخصية شقت
طريقها سابراً غَوْر المكتبات وذخائر الفكر والعلم والفلسفة والتاريخ
والاجتماع، ومارس التدريس والتثقيف والتربية، وعلا منابر الوعظ
والنصح والإرشاد، وقاد الأمة بحكمة وحنكة إلى الخير والرشد والصلاح
والفلاح، درس كتابات الشيخ الندوي وشخصيته فصؤَرها بريشة قلمه
السئال تصويراً حقيقياَ رائعأ.
لقد ورث سماحة الشيخ الندوي رحمه الله الكتابة والتاليف من اَبائه
الذين تركوا مكتبة إسلامية غنئة، استفاد منها، ونهل من منابعها العذبة،
فبدا يكتب منذ نعومة اظفاره، وصدرت له مقا لات وهو في الرابعة عشرة
من عمره، ونشر له كتاب عن شهيد اسرته وشهيد الإسلام السيد احمد
ابن عرفان رحمه الله، وهو في السادسة عشرة من عمره. فبارك الله في
عمله هذا، وخفَف وراءه مكتبة ضخمة في اللغة العربية والأردية،
(1) مقدمة الجزء الأول، ص 1.
8