كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل
1 - ماذا خسرالعالم بانحطاط المسلمين؟
إنه اول كتاب نشر لسماحة الشيخ رحمه الله في القاهرة عام
1950 م، نشرته لجنة التأليف والترجمة والنشر التي كان يراسها العالم
المفكر والكاتب الشهير الدكتور احمد امين، بمفدمة عابرة سريعة،
وصادف ان سافر مؤلف الكتاب إلى مصر في بداية عام 1 95 1 م - وكان قد
مضى على صدور هذا الكتاب شهران او أكثر - فكان بمثابة بطاقة تعريف
للمؤثف الجليل، وكان هذا الكتاب قد احتل في الأوساط العلمية والأدبية
والدعوية والدينية مكانة مرموقة بسرعة عجيبة، لا يفسر إلا بأهمية
موضوعه وقيمة محتوياته، فوقع له هوى في قلوب القزَاء العرب، وانا
أذكر هنا كلمة كتبها المؤلف الجليل بقلمه عمَا رآه في مصر من تأئير كبير
لكتابه في أوساطها. يقول:
"واتفقت رحلة المؤلف إلى مصر في يناير 1951 م بعد أن مضى
على صدور هذا الكتاب شهران او أكثر، فوجد أن الكتاب قد شق طريقه
إلى الأوساط العلمية والدينية، وحلَ منها محلأَ لم يكن يتوقعه المؤلف بل
يحلم به، وقد قرى في نطاق واسع من المثقفين والمعنيين بقضية الإسلام
وانتفاصْته، وصحوة المسلمين، وكان نشاط الإخوان المسلمين قد بدا
يدلث، وخُفف الخناق عليهم بعض التخفيف، وكان هذا الكتاب قد جاء
في أوانه ومكانه، وتناغم مع شعورهم وما يدعون إليه، وكان الجرح
عميقأ وداميأ: شهادة الإمام الشهيد وحَل حركة الإخوان، فجاء هذا
الكتاب مسفيأ معزياً، بل كسلاح علمي يدافعون به عن فكرتهم، وشحنة
جديدة وزاد ومذَد البطاريتهم)، فقرؤوه في المعتقلات، وقزروه في منهج
80