كتاب أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم والمربي الجليل

الدراسة والمطالعة، واستشهدوا ببعض عباراته في المحاكم، واستقبلوا
- بطبيعة الحال - مؤلفه بحماس وحمث، وكان الكتاب خير معرّف للمؤلف
الزائر الجديد، وممهّد للثقة به والحديث معه " (1).
وامَا المؤلف الجليل فكما ذكرنا في القسم الأول، فانه ترعرع
وشعث وعاش آلام المسلمين وأحلامهم، وكان يفكّر ويتحزَق على
ما وصلوا إليه من الخسران والخذلان، وهل الخسارة هذه خسارة الأمة
المسلمة وحدها ام هي للإنسانية جمعاء؟ وكان هذا الشعور قد تغفَب
عليه، وهو الذي قاده إلى تأليف هذا الكتاب كما يقول الكاتب الكبير
الأستاذ محمد واضح رشيد الندوي:
"وتكون بواعث بعض التأليفات وجدانية وشعورية، يجد الكاتب
فيها دافعأ إلى التاليف للتعبير عن مختلجات صدره، ولإبلاغ القارى ما
وصل إليه تفكيره في موضوع مهم يشغل بال الكثيرين، وقد يكون المؤلف
مضطرأ إليه كما يكون الواقف على مكان عالي وهو يرى غيره أمام هؤَةٍ
سحيقةٍ يكاد يقع فيها، فيناديه وينئهه لكيلا يقع فيها، أو كمن يشعر بألم
فيكون مضطراً إلى التعبير عن ألمه، وقد كانت قصة تأليف كتاب (ماذا
خسر العالم بانحطاط المسلمين؟) قصة مماثلة، إنها قصة الإحساس
والوجدان " (2).
ويشير سماحة الشيخ رحمه الله بنفسه إلى هذا الإحساس والوجدان
فيقول: "لفد كنت أشعر برغبة غامضة ملخَة لم أستطع أن أغالبها، كأن
سائقاً يسوقني إلى الكتابة في هذا الموضوع ولو استشرت العقل واعتمدت
على تجارب المؤلفين، وعلى مقاديرهم ومكانتهم العلمية، لأحجمتُ،
(1) قصة كتاب، ص ا ا، طبعة دار القلم بدمشق.
(2) تقديم فصة كتاب، ص 3 - 4.
81

الصفحة 81